بعد إتمام مشواره الدراسي كان حلم «أ. ش.»، البالغ من العمر آنذاك 27 سنة، والذي يقطن في حي أبي رقراق في الرباط، الحصولُ على منصب وظيفي، لكن فرحته لم تكتمل، فبعد تعيينه في منصب في وزارة المالية، وجد نفسه أمام تهمة اعتداء خلّفت عاهة مستديمة للشخص الذي تقدم بشكاية ضده، حيث استغل المشتكي فرصة نشوب صراع بين عائلته وجيرانه/ نتج عنه تبادل الضرب والجرح بينهما، ليوجه اتهاماته للشاب المذكور، فأدلى بشهادة طبية تسلمها من مستشفى الاختصاصات في المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، تفيد أنه أجرى فحوصات وأصيب بعاهة مستديمة، ليأمر وكيل الملك في المحكمة الابتدائية للرباط باعتقال المتهم. وفي الجلسة الأولى، ظت قضت المحكمة بعدم الاختصاص ليحال الملف على محكمة الاستئناف، التي قررت متابعة المدعى عليه «أ. ش.» قضائيا وأصدرت في حقه حكما بثلاث سنوات سجنا. وبعد مدة، تبين لعائلة الضحية، الذي قضى ثلاث سنوات في «سجن الزاكي» في سلا، أن المدعي كان يعاني من عاهة مستديمة قبل النزاع الذي وقع بينه وبين عائلة الضحية.. فحصلوا على وثائق في ملف المشتكي تثبت أنه سبق أن تعرض لاعتداء على يد شخص آخر، قضى على إثرها الجاني عقوبة حبسية، بعد أن تعرض الضحية لنزيف دموي داخلي في إحدى عينيه. وبعد مدة تأكدت العائلة أن ابنها لم يكن هو الجاني الحقيقي وأن الشهادة الطبية مزورة، فانقلبت الآية ورفعت الأسرة دعوى قضائية ضد الشخص الذي من زج بابنها في السجن وحرمته من حقه في العمل..