رضى زروق بعد الجدل الكبير الذي أثاره كتاب «L'armée du salut» لصاحبه عبد الله الطايع، الذي صدر في فرنسا سنة 2006، والذي يحكي من خلاله سيرته الذاتية وقصته الكاملة مع الشذوذ الجنسي، يستعد الكاتب المغربي لإثارة المزيد من الجدل بتحويل كتابه إلى فيلم سينمائي من إخراجه. وكان كتاب الطايع قد أثار ضجة كبرى قبل أسبوعين بكلية الآداب بالجديدة، عندما رفع عدد من الأساتذة والطلبة شعارات تندد بتنظيم محاضرة حول الرواية، بدعوى «التطبيع مع الشذوذ الجنسي»، كما نظمت وقفة احتجاجية، كادت تتحول إلى مواجهات عنيفة، أمام القاعة التي كان من المفترض أن تحتضن المحاضرة، التي تم تعليقها في نهاية المطاف، والتي دعا إلى تنظيمها مختبر الدراسات والأبحاث التابع لكلية الآداب بالجديدة. وعلمت «المساء» من مصادر متطابقة أن الطايع اتفق مع شركة إنتاج فرنسية لتمويل الفيلم بشكل كامل، علما أنه سيؤدي الدور الرئيسي في الفيلم الذي يروي قصة شذوذه الجنسي، بما في ذلك ظهور أولى ميولاته الجنسية تجاه الرجال قبيل سن المراهقة. والمثير في الأمر هو أن طاقم هذا العمل يعتزم تنظيم «كاستينغ» بحي بوركون بالدار البيضاء لانتقاء طفل مغربي، من بين العشرات، يتراوح عمره ما بين 11 و13 سنة، لتجسيد دور الطايع قبيل ثم بعد بلوغه سن المراهقة، وتقديم مشاهد تتضمن أولى تجاربه الجنسية الشاذة. وأكد مصدر ل»المساء» أن مشاهد الفيلم سيشرع في تصويرها انطلاقا من منتصف شهر يونيو المقبل بين المغرب وفرنسا، مما يطرح العديد من الأسئلة حول مسؤولية المركز السينمائي المغربي وموضوع الترخيص لفريق العمل بالتصوير. نفس المصدر أوضح أن ما يرد في سيناريو الفيلم هو نفسه ما يوجد في كتاب «L'armée du salut»، مما يعني أن الطايع (39 سنة) لا يعتزم تقديم فيلم يروي سيرته الذاتية دون تصوير مشاهد تظهر أدق تفاصيل ما جاء في الرواية. ويذكر أن الرواية المثيرة للجدل تصور طفولة عبد الله الطايع بحي السلام بمدينة سلا في سبعينات القرن الماضي، إذ يصف في جزء من روايته بيت الأسرة المتواضع الذي كان يحتوي على 3 غرف، واحدة للجد وواحدة مخصصة للأب، وثالثة تأوي والدته وإخوانه الستة، بالإضافة إلى الكاتب. «كنا نستمع إلى والدينا وهما يمارسان أدق تفاصيل حياتهما الزوجية، وكان خيالنا ينطلق بسهولة»، يقول الطايع في جزء من روايته، قبل أن يعرج على تعلقه بشقيقه الأكبر، عبد الكبير، الذي كان يحبه بطريقة غريبة ومختلفة. وكتب الطايع أنه شعر بغيرة جنونية عندما رافق أخاه إلى طنجة وعلم بعلاقته بإحدى الفتيات، ليمر إلى سرد تجارب أخرى جمعته بالذكور، خاصة عندما رحل لاستكمال دراسته بأوربا. ويشار إلى أن كتاب الطايع كان سببا في تنظيم وقفة احتجاجية في السادس عشر من ماي الماضي، من قبل الطلبة والأساتذة أمام باب القاعة التي كانت ستحتضن هذه الندوة بكلية الآداب بالجديدة، قبل أن يعلن عميد الكلية عن تعليقها، بعدما كادت الأمور أن تتطور إلى مواجهات. وقال الأساتذة المحتجون، في عريضة تحمل توقيع قرابة 60 أستاذا، إن صاحب الكتاب يفتخر بكونه أول مغربي يعلن شذوذه الجنسي، الأمر الذي اعتبروه منافيا للثوابت الدستورية والقانونية التي تضبط الحياة العامة والمؤسسات، وضمنها الحرم الجامعي، مما جعل الأساتذة المحتجين يدخلون في جدال قوي مع الجهة المنظمة لهذه الندوة، التي تم تعليقها.