إن أي سيدة تشخص لديها إصابة بسرطان الثدي وتخضع لعملية استئصال الثدي كاملا وتتمتع بحالة صحية عامة جيدة تكون مؤهلة لإجراء عملية الترميم. إلا أن واقع حال مريضات سرطان الثدي يشير إلى أن ما بين 10 و15 في المائة فقط هن اللواتي يخضعن لعملية ترميم الثدي. هناك أسباب تحفز النساء للخضوع لعملية الترميم، منها: -التخلص من استخدام الثدي الصناعي الخارجي، -لا توجد قيود على الملابس المختارة والملابس التي يمكن ارتداؤها، - استعادة الأنوثة، -المساعدة على نسيان مرض السرطان والفترة العصيبة التي تصاحبه، - الشعور بالتوازن من جديد، - تحسين العلاقات الزوجية والمحافظة عليها. كما أن هناك أسبابا تمنع المريضة من الخضوع لعمليات ترميم الثدي، منها: -الخوف من الجراحات والمضاعفات، - الشعور بتقدم السن وأن العملية الجراحية لا تناسبها، -عدم الاطّلاع الجيّد على ماهية عمليات الترميم المتوفرة، - الخوف من الوفاة، - اعتبار عمليات الترميم مُصطنَعة. - الرغبة فقط للتخلص من السرطان. فحوصات قبل الترميم على المريضة التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي أن تخضع للفحص من قِبَل أكثر من تخصص طبي واحد، وهي قسم الأورام السرطانية وقسم الجراحة العامة وقسم إشعاعات الأورام وقسم الجراحات التكميلية والترميمية. وتحتاج المريضة إلى المراجعة من قبل جميع هذه التخصصات لوضع خطة علاجية تناسب حالتها. وهناك معلومات يجب أخذها من المريضة قبل عملية الترميم، وهي: -تحديد الدوافع، الأهداف والرغبات من إجراء العملية، وهل التوقعات التي تطلبها المريضة واقعية، -نوع السرطان، وهل أجريت له خزعة مسبقة، -نوع العملية الجراحية التي تم أو سيتم بها استئصال الثدي، وهل تم استئصال الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الإبط، - نوعية العلاج الكيمائي أو الإشعاعي، إن وجد، - وجود الجينات الوراثية «BRCA1.2»، - تاريخ مرض السرطان في العائلة، - العمليات السابقة، خاصة في منطقة البطن، -الحالة الصحية للمريضة: كالأمراض المزمنةوالتدخين، -المرحلة المرضية، مدى انتشار السرطان في منطقة الثدي أو في باقي أنحاء الجسم. كما تجرى فحوصات طبية يجب إخضاع مريضة السرطان لها قبل عملية الترميم، وهي: - قياس الطول والوزن وقياس الثدي، -فحص الثدي وقياس الفجوة المتوقعة بعد عملية الاستئصال، -التغيرات الجلدية بسبب الإشعاع إن وُجِدت، - أبعاد الثدي: الطول، والعرض، والارتفاع، - فحص الثدي السليم (الجهة المقابلة)، -فحص مناطق الندوب من العمليات الجراحية السابقة، -فحص المناطق التي يمكن استخدامها في عملية الترميم، كالظهر والبطن والمؤخرة، -كمية الأنسجة الموجودة والمتاحة لعملية الترميم. أنواع عمليات الترميم تنقسم عمليات الترميم المتوفرة، حسب «الوقت»، إلى الترميم الفوري والترميم المتأخر. وتنقسم حسب «الأنسجة» إلى الترميم بالأنسجة الصناعية أو البالون الصناعي والترميم باستخدام الأنسجة الطبيعية من جسم المريضة نفسه، أو بالطريقتين معا. الترميم الفوري للثدي هي عملية إعادة البناء التي بدأت واستُكمِلت أثناء وقت استئصال الثدي، وقد تكون بواسطة البالون الصناعي أو الأنسجة الطبيعية من جسم المريضة نفسه. وللترميم الفوري مزايا، نذكر منها: -إمكانية عمل فريقين جراحيين في الوقت نفسه، مما يقلل وقت العملية الجراحية، -تقدير الأنسجة المطلوبة عن طريق وزن الأنسجة المُستأصَلة، -المحافظة على جلد الصدر بالكامل، مما يعطي نتيجة تجميلية أفضل، -تقليل الأثر النفسي على المريضة، -تحقيق الهدف المنشود عاجلا. في المقابل، هناك مساوئ للترميم الفوري، منها: -أحيانا، تكون هناك صعوبة للتنسيق بين الفريقين الجراحيين، -في بعض الحالات، يكون الورم قريبا من الجلد، مما يؤثر على قرار الترميم، -عدم التأكد من أن الأنسجة التي تم استئصالها من حول الورم كافية، -في حالة حدوث مضاعفات جراحية سيتم تأخير العلاج المساعد الكيميائي أو الإشعاعي. الترميم المتأخر للثدي إن عملية إنجاز الترميم تتم بعد فترة زمنية من استئصال الثدي الكامل وبعد استكمال العلاجات المساعدة. وللترميم المتأخر مزايا، من أهمها أنه يسمح للعلاج المساعد بالاكتمال والتأكد من أن حدود المرض سالبة وليس فيها سرطان، كما أنه يتيح الوقت للنظر في جميع الخيارات المتوفرة للترميم والبدائل الموجودة. أنسجة صناعية أما إعادة الترميم بواسطة الأنسجة الصناعية أو البالون، فإنها تتم على مرحلتين جراحيتين، مع زرع بالون بلاستيكي يُعبَّأ بالماء بمعدل أسبوعي لعمل تجويف كافٍ وتمديد الجلد في منطقة الصدر، ثم يُترَك لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ومن ثم يستبدل بالبالون الدائم، الذي يتكون من بالون أو كيس يحتوي على مياه مالحة أو على مادة السليكون. وتوجد هذه البالونات بأحجام وأشكال متعددة لتتلاءم مع حجم الثدي في الجهة السليمة وتوضع، دائما، خلف العضلة الصدرية. وفي المقابل، هناك عيوب ومساوئ، منها: -أن عملية الترميم غير طبيعية، -الحل غير دائم، ويحتاج إلى التغيير بعد فترة من الزمن، -احتمال عطب البالون وخروج المحتوى إلى تحت الجلد، -حدوث التهاب حول البالون والحاجة إلى علاج بالمضاد الحيوي، وأحيانا، إزالة البالون بالكامل لفترة من الزمن لا تقل على 6 أشهر قبل المحاولة من جديد.