انتهت المباراة التي جمعت النادي المكناسي ومضيفه وجاره المغرب الفاسي بالتعادل دون أهداف، مساء أول أمس الثلاثاء، بالملعب الكبير لمدينة فاس، في مباراة مؤجلة عن الجولة 27 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم. واندلعت مشاداة بعد إطلاق الحكم عبد العالي الزداني صافرة النهاية وتحت أنظاره وبالقرب منه حين اصطدم سمير الزكرومي بزميله بنفس الفريق عبد الهادي حلحول، وتشابكا بالأيدي قبل أن يوجه الأول صفعة للثاني على وجهه ثم تدخل بعض اللاعبين لفك الاشتباك، بينما كان الزكرومي يتوعد بمواصلة النزال بالخارج. بجانب ذلك تشابك حمزة بورزوق بعد ذلك مع جدية أحد شبان النادي المكناسي الذي كان مكلفا بمراقبته و كادت الأمور تتطور للأسوأ. وتسامح في نفس اللحظات محمد علي بامعمر مع لاعب وسط النادي المكناسي فوزي الخمالي بعد أن كانا قد اشتبكا أثناء اللعب إذ رد بامعمر على اعتداء على الأرض بضربة رأس لم ير الحكم أيا منهما. ولم تتقبل مكونات المغرب الفاسي ما حصل من لاعبيها خاصة في الشجار العلني بين لاعبين من الفريق نفسه. وقال رئيس الفريق مروان بناني في اتصال هاتفي مع «المساء» بخصوص هذه الواقعة:»إنه أمر مؤسف ويسيء لسمعة الفريق وكإجراء أولي وقبل التئام اللجنة التأديبية فقد تقرر توقيف سمير الزكرومي لأجل غير مسمى لغاية البث في الموضوع وبالتالي فإنه لن يرافق الفريق إلى مصر لخوض مباراة الإياب أمام الزمالك المصري». وذهب عبد الحق المراكشي نائب الرئيس ورئيس اللجنة التاديبية في نفس الاتجاه وقال:»ما وقع يسيء للرياضة بصفة عامة ولا يشرف بتاتا فريق المغرب الفاسي المطالب مكتبه المسير أن يجتمع عاجلا ليتخذ قرارا في هذه النازلة التي تخدش الحياء وهي ليست الصورة التي عهدنا عليها فريق المغرب الفاسي للأسف». وأضاف:»ما حصل يتجاوز لجنة ويفرض اجتماع المكتب في جلسة عاجلة بالتشاور مع المدرب رشيد الطوسي والمدير العام محمد نصيري وليس اتخاذ قرار منفرد، لأن ما حصل عيب وهو يسيء لتاريخ الفريق ونحن جميعا مسؤولون، كما أن أحداث أخرى شهدتها مستودعات الملابس وما بعد المباراة حيث ينبغي أن يتحمل أمين المال مسؤوليته في ضبط عملية بيع التذاكر، كما أننا منذ الجمع العام لم نعرف ما يجري بخصوص المداخيل والمصاريف حتى تكون لنا إجابات للاعبين وبالتالي لا نعرف طبيعة المشكل». وسار رشيد الطوسي على نفس المنوال وقال ل»»المساء» بنبرة غاضبة «وقفت على ملاحظة أساسية بأن اللاعبين قد وصلوا لدرجة الإشباع ولم يعد لديهم الجهد لكي يواصلوا بنفس الأداء المعروف عنهم وفوق طاقتك لا تلام بجانب عياء ذهني كبير أثر عليهم بشكل يفوق كل تصور، وكما تابعت فقد تحركنا بعض الشيء في الشوط الأول وأهدرنا فرصا ولم يحتسب الحكم ضربة جزاء، قبل أن يحصل توازن في اللعب بين الفريقين في الشوط الثاني رغم أننا حاولنا أن نناور لكننا لم ننجح لأن اللاعبين وصلوا لدرجة عدم التركيز وهم ينتظر ون بفارغ الصبر متى تنتهي البطولة التي جرت بالنسبة لهم على امتداد عامين». وجاءت هذه الأحداث لتكشف أن الفريق الفاسي دخل أزمة حقيقية من منظاهرها تراجع نتائجه في الدوري وخسارته في ذهاب عصبة الأبطال أمام الزمالك وتراكم المستحقات المالية في ذمة المكتب المسير، مما ترك أثره السلبي على اللاعبين. من جانبه لعب النادي المكناسي بتشكيلة غاب عنها ستة لاعبين أساسيين أراحهم المدرب عبد الرحيم طاليب تحسبا لمباراة العودة في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أمام أسيك ميموزا من الكوت ديفوار نهاية الأسبوع، بينما استرجع المغرب الفاسي حارس مرماه الأساسي أنس الزنيتي بعد توقف اضطراري لأزيد من شهرين بسبب الإصابة بجانب باقي اللاعبين الأساسيين. وعبر عبد الرحيم طاليب عن ارتياحه وقال في ل»المساء»، «المباراة كانت تكتيكية بالنسبة للفريقين والتعادل يبدو منطقيا رغم إقحام سبعة لاعبين لأول مرة وغياب ستة لاعبين أساسيين ورغم ذلك خلقنا أربع فرص حقيقية للتسجيل وكانت فرصة للتحدي لإثباث أن الكوديم فريق شاب وأن هناك عملا قاعديا وتكوينا في العمق والكل شاهد أنه ليس هناك فريق بين الحاضرين والغائبين ولولا سوء الحظ لخرجنا فائزين». ويحتل المغرب الفاسي المركز السادس ب38 نقطة، من 9 انتصارات و11 تعادلا وثمانية هزائم.