الرباط - المهدي السجاري نظمت تنسيقية خريجي وطلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، أول أمس، وقفة أمام وزارة الثقافة بالرباط، احتجاجا على ما وصفته التنسيقية ب«غياب أدنى الشروط الأساسية لمتابعة الدراسة بسبب إهمال وزارة الثقافة لسير الدراسة بالمعهد». ورفع المحتجون شعارات من قبيل «المشاكل قائمة والوزارة نائمة»، محملين فيها وزارة الثقافة مسؤولية ما وصفوه ب«الأوضاع المزرية» التي يتخبط فيها المعهد. واستنكرت التنسيقية، في بيان لها، «إفراغ شواهد المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان من قيمتها وعدم معادلتها في قطاعات الوظيفة العمومي، حيث يجد خريجو المعهد أنفسهم مقصيين من جميع مباريات أسلاك الوظيفة العمومية». وبخصوص الأوضاع البيداغوجية، سجل البيان «تخبط المعهد في تعدد التخصصات (الصباغة، التصميم، الأشرطة المرسومة) بدون برمجة بيداغوجية وبشكل عبثي يهدف فقط إلى سد الفراغ»، متهما في نفس السياق إدارة المعهد ب«اتخاذ قرارات فردية كالطرد والمشاركة في الأنشطة الثقافية». وطالبت التنسيقية بإعادة الهيكلة البيداغوجية للمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، من خلال تبني منظومة الإجازة- ماستر- دكتوراه ومعادلة شواهد السلك الأول والسلك الثاني في جميع قطاعات الإداراة العمومية، مع العمل على إدماج خريجي المعهد بأسلاك الوظيفة العمومية. وفي سياق ذي صلة، اعتبر الغوتي ميساوي، عن تنسقية خريجي وطلبة المعهد، أن هذه الوقفة الاحتجاجية «تأتي في سياق الأوضاع المزرية التي يمر منها المعهد، حيث يتم توظيف الأساتذة بدبلوم المعهد عن طريق الزبونية والمحسوبية، مما ينتج عنه صراع بين الطلبة والأساتذة بسبب عدم كفاءة بعضهم». ودعا ميساوي وزير الثقافة إلى «التدخل الفوري لحل مشاكل خريجي وطلبة المعهد، وتمكينهم من الوظيفة العمومية في وزارة التربية الوطنية التي تعاني نقصا كبيرا في أساتذة الفنون خاصة في مستويات التعليم الثانوي التأهيلي». ومن أجل فتح حوار مع المحتجين، استقبل مولاي علي الإدريسي، مدير ديوان وزير الثقافة، ممثلين عن الطلبة من أجل تدارس الملف المطلبي للمحتجين. واعتبر مدير ديوان الوزير أن «هذا الشكل الاحتجاجي مرفوض بالمطلق لأنه لم يسبق للمحتجين أن راسلوا الوزارة أو فتحوا أية قناة حوار مع المسؤولين من أجل مناقشة ملفهم المطلبي، فالاحتجاج هو الخطوة الأخيرة التي يتم اللجوء إليها بعد استنفاد جميع المحاولات، وهو الأمر الذي لم يقم به الطلبة والخريجون». وأكد الإدريسي أن «مطالب الطلبة والخريجين هي قيد الدراسة، إذ إن التكوين في المهن الفنية يحظى بأهمية بالغة لدى وزارة الثقافة حيث وجب إعادة النظر في التكوين والتدبير البيداغوجي، مع العمل على إيجاد حل لإشكالية توظيف الخريجين. وأضاف أن «الوزارة ستستقبل، خلال الأيام المقبلة، إدارة المعهد الوطني للفنون الجميلة لمناقشة التأطير التربوي والإداري، وكذا مناقشة الملاحظات التي أبداها الطلبة حول سير الدراسة بالمعهد».