تعرض شرطي مرور بالقنيطرة أول أمس، أثناء مزاولته لمهامه, إلى «اعتداء» من طرف مسؤول قضائي, يحمل صفة نائب وكيل الملك, كان يقود سيارته في طريق ممنوع رغم توجيهات الشرطي المذكور وتفجرت هذه الواقعة المثيرة، وفق شهود عيان، حينما حاول المسؤول القضائي المعني العبور بسيارته في الاتجاه الممنوع، قبل أن ينبهه شرطي المرور إلى أنه بصدد ارتكاب مخالفة مرورية، ويطلب منه في أدب تغيير الاتجاه، وهو ما لم يتقبله المسؤول القضائي الذي واصل السير حتى كاد يدهس رجل الأمن، ولما اعترض طريقه ملتمسا منه احترام القانون، ترجل المسؤول القضائي من سيارته وغضبٌ شديد يتملكه، فأمسك بتلابيب الشرطي وراح يهينه أمام العشرات من رجال الأمن الذين كانوا منهمكين، تحت أشعة الشمس الحارقة، في تنظيم حشود الجماهير التي كانت تتقاطر آنذاك على المعلب البلدي لتتبع أطوار المواجهة التي جمعت النادي القنيطري بالوداد الفاسي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المسؤول القضائي فقد السيطرة على أعصابه وخص الشرطي المذكور بوابل من السب والشتم والكلام النابي. ورغم توسلات المرأة التي كانت ترافق المسؤول القضائي المذكور لوقف الاعتداء، فإن الأمور تطورت إلى ما هو أخطر وأفظع، بعدما حاول هذا الأخير إسقاط الشرطي أرضا، أمام جموع من الناس. وأكدت المصادر ذاتها أن المسؤول القضائي تهجم على جهاز الأمن برمته وتلفظ بكلمات مسيئة إليه، وهدد ضحيته باستدعائه للمثول أمامه. ولما نجح رجال الشرطة في تحرير زميلهم من قبضة هذا المسؤول باستعطافه والتوسل إليه، واجههم هذا الأخير بعبارة: «بغيتو تسيطرو علينا في هاد البلاد»، ليستقل سيارته ويواصل سيره في الاتجاه الممنوع رغم أنف الجميع، في حين نُقل الشرطي الضحية إلى مبنى ولاية الأمن بعدما عجز عن الاستمرار في عمله لتدهور حالته النفسية. وانزوى الشرطي، الذي يتجاوز عمره الخمسين سنة، في ركن من ولاية أمن القنيطرة واستسلم لنوبة من البكاء، فيما شوهد بعض زملائه يحاولون تهدئة روعه، لكن دون جدوى، حيث ظل الشرطي يرتعد طوال الوقت، وهو في وضعية نفسية سيئة للغاية.