أكد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن اللجنة العليا المشتركة بين المغرب وإسبانيا ستنعقد في الخريف المقبل أو نهاية الصيف، في تصريح صحافي على هامش الندوة الصحافية، التي عقدها كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وماريانو راخوي، رئيس الحكومة الإسبانية، التي نظمت أول أمس بدار الضيافة بالرباط وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي حضر المحادثات التي جرت بين الملك محمد السادس وراخوي، أن زيارة رئيس الحكومة الإسباني ليست زيارة عمل لمناقشة الملفات في العمق، موضحا أن عددا من الملفات طرحت في عموميتها. وحول ملف الصيد البحري، قال العثماني إن «هذه الأمور لم تناقش بعد بصورة مستفيضة، وستتم مناقشتها من قبل الوزراء المعنيين بالملف قبل وضعها لدى رئاسة الحكومة»، مبرزا أن المراحل المقبلة ستعرف محادثات ثنائية بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسبان حول القضايا المشتركة وبعد ذلك ستكون هناك أوراق عمل. وخلال الندوة الصحافية أكد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أنه تحدث مع راخوي عن الكثير من الأشياء وأن حديثهما طبعه الصراحة والوضوح وعدم التكلف، موضحا أن هذا اللقاء سيمهد لسلسلة لقاءات من أجل علاقة طيبة وجيدة بين المغرب وإسبانيا، والتي لا يمكن لها أن تسير إلا في اتجاه واحد هو تحسين العلاقات إلى أحسن الدرجات الممكنة. وقال بنكيران: «لقد اتفقنا على أن تتلو هذه المحادثات لقاءات أخرى، من ضمنها لقاءات على أعلى مستوى»، في إشارة منه إلى لقاء اللجنة العليا المشتركة، مضيفا «لقد عشت حدثا سعيدا، فهذا أول استقبال رسمي أقوم به منذ أن عينني جلالة الملك، وإن قرار راخوي زيارة المغرب كأول بلد هو قرار لطيف». وعن مميزات شخصية راخوي قال رئيس الحكومة المغربي: «لقد اكتشفت شخصا لطيفا وعنده مؤهلات النجاح في المهمة التي تقلدها قبلي ببضعة أيام»، مؤكدا أن هذا اللقاء سيؤسس للمستقبل بين جارين كل واحد لا يريد إلا الخير للآخر. ومن جهته، أعرب ماريانو راخوي, رئيس الحكومة الإسبانية، دعم بلده القوي للإصلاحات التي أطلقها الملك محمد السادس، مما جعل المغرب نموذجا ورائدا بين البلدان العربية، حسب تعبيره، مؤكدا أن «إسبانيا تراهن على مسيرة المغرب الديمقراطية التي تستفيد من تراث ومن الحداثة». واعتبر راخوي أن الزيارة تأتي بسبب العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين والتي يتم السعي إلى تقويتها سواء على المستوى التجاري أو الاقتصادي أو الثقافي، خاصة أن أكثر من ستة ملايين مغربي يتحدثون الإسبانية وأكثر من مليون مغربي مقيمون بإسبانيا، إضافة إلى وجود 20 ألف شركة إسبانية تصدر منتوجاتها إلى المغرب و800 شركة إسبانية موجودة في المغرب. ولم تخل الندوة الصحافية من قفشات بنكيران المعتادة والتي تنم عن روح التلقائية التي تطبعه، إذ أنه عندما بدأ المترجم يترجم كلامه إلى الإسبانية، قال له: هل قلت كل هذا، مما جعل الجميع يضحك، كما أن ابن كيران قال في نهاية كلمته «هيا لنذهب» باللغة الإسبانية، وقال لراخوي «يمكننا تناول القهوة قبل الذهاب».