عاشت مدينة الحسيمة، مساء أول أمس الثلاثاء، على إيقاع مواجهات عنيفة بين فروع التنسيق الإقليمي والجهوي للمعطلين وقوات الأمن، حيث حاول المعطلون اقتحام سوق مرجان في المدينة، عشية افتتاحه، والاعتصام داخله، في الوقت الذي قامت السلطات بإنزال أمني كثيف «طوّق» البناية التي يتواجد فيها السوق، قبل أن تتحول هذه المواجهات إلى مطاردات من طرف قوات الأمن للمعطلين داخل الأزقة المجاورة لسوق مرجان، وكذلك إلى رشق بالحجارة من طرف بعض المعطلين لقوات الأمن.
وأفادت مصادر «المساء» أن المواجهات التي اندلعت بين المعطلين وقوات الأمن أدت إلى جرح أكثر من 20 معطلا وإصابة بعض من أفراد رجال الأمن. وقد تم نقل الجرحى من المعطلين إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس في المدينة لتلقي الإسعافات الضرورية، في حين تم اعتقال بعض المعطلين، ليتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.
وقد جابت المسيرة، التي ضمت مئات المعطلين، شوارع مدينة الحسيمة، لتصل في الأخير إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس، وحالت قوات الأمن دون إتمام هذه المسيرة. وأكد المعطلون أن هذا «التصعيد الجديد يأتي في ظرفية أعلنت فيها السلطات العمومية عن الشروع في تطبيق مرسوم وزاري يقضي بإدماج المعطلين في الوظيفة العمومية عبر اجتياز المباريات، الأمر الذي قد يحرم العشرات منهم من حقهم في التوظيف المباشر»، مبرزين ذلك بكون «جمعيات المعطلين تلقّت الكثير من الوعود من أجل تشغيل أعداد منهم، لكن السلطات لم تفِ بوعودها».
وتوعد المعطلون بالإقدام على خطوات احتجاجية تصعيدية في غضون الأيام القادمة. وقال بعض المعطلين، في تصريحات متطابقة ل»المساء»، إن «التدخل الأمني العنيف مساء أول أمس الثلاثاء يكشف عن تعامل جديد للسلطات معنا، في الوقت الذي يتحدث الجميع عن حرية التظاهر والاحتجاج»، مضيفين أن «حق التوظيف هو حق ثابت لا يمكن أن نتخلى عنه، والتدخل الأمني لن يُثنيَّنا من مواصلة احتجاجاتنا في الأيام المقبلة، ونعتبر إجراء المباريات في هذا الوقت التفافا على الوعود التي منحت لنا في وقت سابق من طرف السلطات المحلية والجهوية».
يذكر أن فروع التنسيق الإقليمي للمعطلين كانت، في وقت سابق، قد «شلت» الحركة بين إقليمي الحسيمة والناظور، بعد أن عمد العشرات من المعطلين إلى الاعتصام داخل الطريق الساحلية الرابطة بين المدينتين، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة السير لأكثر من ساعتين.