زار عبد الإله بنكيران، القيادي السابق في الشبيبة الإسلامية المحظورة والذي كان على رأس وفد من قياديي العدالة والتنمية، أول أمس الأربعاء، أحمد بنجلون، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وشقيق الزعيم الاتحادي الراحل عمر بنجلون، الذي اتهم أعضاء في الشبيبة الإسلامية بقتله قبل أكثر من 36 سنة. وتندرج هذه الزيارة ضمن سلسلة اللقاءات التي عقدها بنكيران مع العديد من الزعماء والشخصيات المغربية منذ تعيينه رئيسا للحكومة من طرف الملك محمد السادس. وغلبت على هذا اللقاء، الذي احتضنه منزل أحمد بنجلون بالرباط، بحضور عبد الرحمن بنعمرو القيادي في حزب الطليعة، أجواء المرح والنكت، لكنه لم يخل أيضا من إثارة قضايا سياسية من قبيل الحديث عن حركة 20 فبراير، والتطورات التي أعقبت وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، فيما أثير مقتل الزعيم عمر بنجلون بشكل عرضي عندما ترحم عليه عبد الإله بنكيران قائلا : «الله يرحمه». ولم يفت بنكيران أن يشير إلى أن حزبه يتقاسم مع حزب الطليعة عددا من القيم والقضايا، حيث أثنى في هذا السياق على عبد الرحمان بنعمرو، الذي قال عنه إنه حاضر بقوة في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان، إضافة إلى دفاعه عن اللغة العربية. ومعلوم أن بنكيران في بعض دردشاته، لا يتردد في وصف بنعمرو ب»رجل المبادئ الذي يحترمه ويقدره رغم اختلافه معه في المرجعية». كما اعتبر بنكيران، خلال اللقاء، أن هذه التغييرات الإيجابية التي عرفها المغرب كان لليساريين فضل فيها من خلال العديد من التضحيات والمعتقلين، معتبرا أن الإسلاميين هم استمرار لهذا النضال الذي بدأه اليسار سابقا. وخلال هذا اللقاء الذي استغرق أكثر من ساعة، أشاد أحمد بنجلون، الذي يصارع المرض، بالتغييرات التي وقعت بالمغرب معتبرا تجربة العدالة والتنمية تجربة مهمة، غير أنه طلب من قيادة الحزب أن تظل في مستوى خطها النضالي والوفاء بالعهود التى قطعتها على نفسها أمام المواطنين وبذل المجهودات اللازمة من أجل إعادة الثقة للمغاربة في العمل السياسي. الزيارة التي قام بها وفد العدالة والتنمية لبنجلون وصفها عبد الرحمان بنعمرو ب»الزيارة الودية وزيارة مجاملة» لأن بنكيران، أكد أنه تعذرت عليه زيارة بنجلون من أجل الاطمئنان على أحواله الصحية خاصة أنه كان يتابع العلاج خارج المغرب، وأنه لا يمكن ربطها بأي سياق معين. يذكر أن بنكيران يعتبر أن اغتيال عمر بن جلون جريمة في حق الرجل وفي حق تنظيمه وفي حق الحركة الإسلامية. وكان بنكيران مصحوبا بنائبه عبد الله بها، ومصطفى الرميد وعبد العالي حامي الدين، عضوي الأمانة العامة للحزب.