قررت وزارة الصحة سحب الأدوية، التي تحتوي على مادة «ميتوكلوبراميد» ووقف ترخيص بيعها في جميع الصيدليات، بالنظر إلى أعراضها الجانبية الخطيرة على صحة الأطفال. وقد كشف بناني الناصري، رئيس النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، في تصريح ل«لمساء» أن هذا الدواء توقف الأطباء عن وصفه للأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين، منذ وقت بعيد، بالنظر إلى أعراضه الجانبية، التي تؤثر على الدماغ، حسب ما أوردته دراسات فرنسية وعالمية. وتأسف المتحدث على أن وزارة الصحة أصدرت هذا القرار متأخرة، متسائلا عن جدوى هذا البلاغ، في الوقت الذي لازال الدواء موجودا في الصيدليات ولم يتم سحبه. وذكر الناصري أن نقابات الأطباء كانت قد طالبت بتوقيف بيع الأدوية بدون وصفة طبية وتم طرح هذا الإشكال أمام البرلمان وتمت مراسلة الجهات الوصية، لكن لا أحد أجاب، مضيفا «نحن لسنا بسلطة إدارية حتى نمنع هذه الأدوية من أن تباع في الصيدليات، هذه جرائم ترتكب في حق المواطن والوزارة تتحمل فيها كامل المسؤولية». من جهة ثانية، أكد زليم عبد الحكيم، رئيس قسم الصيدلة بوزارة الصحة، أن الدواء كان يستعمل منذ سنوات وأن قرار سحبه جاء بعد ظهور حالات في فرنسا كان ضحاياها أطفال أخذوا جرعة زائدة من الدواء فتسببت لهم في أعراض جانبية. وأضاف زليم في تصريح ل«المساء» أن اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية اجتمعت وقررت منع وصف هذا الدواء للأطفال والمراهقين، الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، مع سحب ووقف بيع هذا الدواء تدريجيا في المغرب، كإجراء احترازي، مؤكدا على أهمية هذا الدواء في علاج الحالات المصابة بالسرطان. أما بالنسبة إلى عملية السحب، فستتم، حسب المتحدث، بشكل تدريجي، فقد تم إعلام الصيدليات والمختبرات، ومن المرتقب أن يسحب هذا الدواء من 10000 صيدلية لإرجاعه إلى المختبرات، ليتم إتلافه، يضيف المصدر ذاته. وكان بلاغ صادر عن الوزارة قد أكد أن هذا الإجراء يأتي في إطار اليقظة ورصد الأعراض الجانبية للأدوية، بعد استشارة اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية، التي قررت منع استعمال الأدوية التي تحتوي على مادة «ميتوكلوبراميد» للأطفال والمراهقين دون سن 18 عاما، وعزت وزارة الصحة هذا المنع إلى الأعراض الجانبية العصبية والمخاطر المرتبطة بسوء استخدام هذه الأدوية لدى الأطفال.