أسفرت قرعة كأس أمم إفريقيا لعام 2012 والمقررة السنة المقبلة في غينيا الاستوائية والغابون، في الفترة مابين الحادي والعشرين من شهر يناير إلى غاية الثاني عشر من شهر فبراير من السنة المقبلة، عن وقوع المغرب في المجموعة الثالثة إلى جانب البلد المنظم منتخب الغابون والنيجر وتونس. ووصفت المجموعة التي وقع فيها المغرب بالقوية، لاسيما بعد وقوع المنتخبين الوطني والتونسي في مجموعة واحدة، في تجسيد لديربي مغاربي، يعاد للمرة الرابعة بين الطرفين، بعدما التقى الطرفان في دورات 1978 بغانا، و2000 بنجيريا و2004 بتونس. ومن غريب الصدف أن منتخب تونس كان يشكل عقبة أمام المنتخب الوطني في المرور إما إلى الدور الثاني كما كان الأمر في نهائيات غانا 1978 والتي انتهت المباراة بين الطرفين بالتعادل هدف لمثله، ليحتل المغرب المركز الثالث وراء تونس ويخرج من النهائيات، والأمر نفسه عام 2000 حينما احتل المغرب المركز الثالث وراء تونس، وانتهت المواجهة بينهما بالتعادل، لكن بدون أهداف، ليقصى المغرب من دورة 2000، ثم وقف المنتخب التونسي عقبة أمام تتويج المنتخب الوطني بالكأس الإفريقية للمرة الثانية، بعدما واجه نسور قرطاجبتونس في نهائي نسخة 2004، وينهزم بهدفين مقابل هدف واحد، ويخسر المغرب اللقب الإفريقي. ولن تكون مهمة المنتخبين سهلة لحجز إحدى بطاقتي دور ربع النهائي، خصوصا وأنهما سيلتقيان في الجولة الأولى وبالتالي فإن فوز أحدهما سيمنحه دفعة كبيرة نحو تحقيق هدفه والذهاب بعيدا في البطولة التي يغيب عنها أبرز الكبار، وفي مقدمتهم مصر حاملة الرقم القياسي (7 ألقاب آخرها النسخ الثلاث الأخيرة) والكاميرون ونيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا. كما تكمن صعوبة المهمة في كون المنتخبين وقعا في المجموعة الثالثة التي تضم منتخب البلد المضيف الذي تحسن مستواه في الأعوام الأخيرة، وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة في أنغولا، كما أنه أخرج المغرب من نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم 2010 ، وسيستفيد من عاملي الأرض والجمهور (ملعب الصداقة الصيني بليبروفيل). هذا دون إغفال المنافس رقم 4 الذي ليس إلا منتخب النيجر مفاجأة التصفيات بامتياز، بحجز بطاقته في مجموعة ضمت منتخبات مصر وجنوب إفريقيا وسيراليون. وفي حال نجاح المنتخب الوطني في الظفر بإحدى بطاقتي المرور إلى الدور الثاني فسيواجه منتخبين من المجموعة الرابعة التي تضم كلا من غانا ومالي وغينيا وبوتسوانا.