يعيش دوري الدرجة الأولى من البطولة الاحترافية على إيقاع وقوع بعض الغرائب الطريفة على مستوى الأرقام، تتمثل في فشل سبعة أندية وطنية محترفة في الفوز في الدورات الخمس الأولى من البطولة الاحترافية، وعجز خطوط هجومها عن استدراك الخلل الحاصل في بلوغ شباك المنافسين، خاصة وأن الأمر يتعلق بفرق ظلت في السنوات القليلة المنصرمة رائدة في التنافس على المراكز المتقدمة، مثل الرجاء الرياضي والجيش الملكي وأولمبيك خريبكة وأولمبيك أسفي فضلا عن شباب المسيرة ووداد فاس وحسنية أكادير، بينما أنقذ إسماعيل أجبلي الاتحاد الزموري من تحطيم هذا العدد، بإحرازه هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت فريقه أول أمس الأحد بالجيش الملكي. وارتباطا بالجولة الخامسة من البطولة الاحترافية، ضرب شباب الريف الحسيمي بقوة، بعدما سحق ضيفه نادي أولمبيك أسفي بخمسة أهداف لواحد، في مباراة استعرض فيها لاعبو الشباب عضلاتهم، مؤكدين ما تم تحقيقه في المباراة التي جمعتهم بفريق حسنية أكادير، إذ قدمت عناصر حسن الركراكي عروضا كروية نالت إعجاب أنصار فريقه، ومكنته من الفوز على الأولمبيك واحتلال المركز الثاني. وفشل المغرب الفاسي في البقاء وصيفا للوداد متزعم الدوري، بعدما تعذر على لاعبيه كسب رهان المباراة التي جمعتهم بوداد فاس، مكتفيا باقتسام النقط مع جاره، في لقاء شهد بعد نهاية المواجهة أحداث شغب تسبب في وقوعها بعض اليافعين. وبذلك ظل «الماص» في المركز الثالث، فيما يوجد «الواف» في موقع حرج. وتلقى الجيش الملكي هزيمة قاسية وغير منتظرة، هي الأولى له في بطولة الموسم الجاري، وجاءت بطريقة مفاجئة في المباراة التي جمعته بضيفه الاتحاد الزموري للخميسات، بعدما أحرز إسماعيل أجبلي هدف الفوز، في الدقائق الأخيرة من المواجهة، في مرمى الحارس عبد الحكيم بولمان، مستغلا خطأالتغطية الدفاعية للفريق العسكري، والذي دفع غاليا ثمن إهدار عناصره للعديد من الفرص. ويواصل الرجاء الرياضي سلسلة نتائجه غير المرضية، وتقديم لاعبيه عروضا كروية متواضعة، شهدت ردود فعل متباينة، خاصة وأن الفريق البيضاوي عجز عن إحراز أول فوز له في البطولة الاحترافية، مكتفيا بتسجيل هدف واحد في خمس مباريات، كما أن تواضع المردود الفني للعديد من عناصره أضحى مصدر قلق للعديد من أنصاره، إذ ظل بعض لاعبي الرجاء في حالة شرود واضحة في المباراة التي جمعت فريقهم بحسنية أكادير، إذ لم يتمكنوا خلال 90 دقيقة من تشكيل ضغط واضح على الفريق السوسي المتواضع بدوره، وقاموا بمحاولات نادرة، إن لم تكن منعدمة، خاصة في الشوط الأول، دون أن يتمكن الفرنسي مارشان من إيجاد وصفة ناجعة لاستدراك هذا الخلل، الأمر الذي بدا مستبعدا، في ظل تمسك مدرب الرجاء بخضوع تشكيلة فريقه لتغييرات همت فقط المراكز، دون إدخال تغييرات على مستوى النهج التكتيكي، كما أن تشبث مارشان بتوظيف أولحاج في الدفاع الأيسر، يقلل من فعالية هذه الجهة، خاصة وأن أولحاج لا يملك المقومات اللازمة لتحمل هذه المسؤولية، فضلا عن فشل أوحقي والطلحاوي في خلق تنشيط هجومي قادر على خلق متاعب للمنافسين.