أمام مظاهر التدهور الأمني الذي أصبحت تعرفه مدينة وجدة في الآونة الأخيرة، نظمت لجنة المواطنة، التابعة لفضاء تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي، يوم السبت 15 أكتوبر 2011 ندوة علمية وتحسيسية تحت شعار «جميعا من أجل مجتمع آمن»، شارك فيها مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة، ومحمد الملياني، والعميد الممتاز محمد الداكي، ممثل عن ولاية أمن وجدة، إضافة إلى شهادات حية لمواطنين تعرضوا لاعتداءات وممثلين عن جمعيات مدينة، لتدارس مختلف القضايا المتعلقة بالوضعية الأمنية بهذه المدينة وما يرتبط بها من حقوق وواجبات عامة لجميع المواطنين. وفي مداخلته، أكد بنحمزة على ضرورة التركيز على التربية والأخلاق والوازع الديني لمحاربة هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الإسلامي المغربي، والتي استفحلت بشكل يثير الاستغراب، خاصة الاعتداءات على النساء والفتيات. كما أكد على وجوب معاقبة المجرمين لحماية أرواح وممتلكات المواطنين وضمان أمنهم، مشيرا إلى أن المسؤولية ملقاة على الجميع، وضمنهم المواطنون الذين عليهم أن يعملوا على مساعدة المسؤولين على الأمن، لأن الأمن مسؤولية الجميع. ومن جهته، أشار محمد الملياني، أستاذ القانون الخاص بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة، إلى أنه لا يمكن الحديث عن «انفلات أمني» كما جاء على لسان العديد من المواطنين والجمعيات، بل عن «تدهور أمني». وأشار إلى أنه لمحاربة هذه الظاهرة يجب الاستئناس بتجارب الدول المتقدمة والإجراءات المتخذة في هذا الشأن، إضافة إلى المسائل الموجودة والمتبعة، ومنها التصاميم العمرانية لتشييد الأحياء والمساكن للوقاية من الإجرام ومنع المجرمين من الفرار في حالة اقتراف أفعالهم الإجرامية. وأشار العميد الممتاز الداكي إلى أن رجال الأمن يقومون بواجباتهم خير قيام، مستدلا بأنه خلال التسعة أشهر الماضية اعتقل أكثر من 1000 متورط في مختلف السرقات، العديد منهم في حالة العود، مؤكدا أن الوضع الأمني في وجدة هو في مستواه العادي مقارنة ببعض المدن. وأرجع الداكي أسباب ارتفاع الجريمة إلى الفقر والهجرة القروية والهجرة السرية وتنامي الأحياء الهامشية، وغيرها من الظواهر التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، وطالب بتضافر الجهود والتعاون لمحاربة هذه الظاهرة.