جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش دفاعه عن الحرب العالمية التي أعلنها ضد الإرهاب التي أطلقها عقب هجمات 11 شتنبر التي تبناها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. وقال في خطاب بمناسبة حلول الذكرى السابعة للهجمات إن حربه هذه جنبت الولاياتالمتحدة هجوما آخر، معتبرا أن القوات الأمريكية قاتلت الإرهابيين في الخارج مما جنب أمريكا مواجهتهم في ديارها. وكلما حلت ذكرى هجمات الحادي عشر من شتنبر تجدد الجدل في الولاياتالمتحدة حول الفشل في إلقاء القبض على أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة حيا أو ميتا، لكن هذا الجدل اتخذ طابعا خاصا هذا العام، والسبب هو أن الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي تعهد بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة، سيترك البيت الأبيض بعد120 يوم من الآن، دون أن يحقق ما تعهد به. وبالمقابل فقد ارتفعت الأصوات والتقارير المشككة في الرواية الأمريكية الرسمية حول الأحداث، وأوضحت العديد من الدراسات أن الرأي العام الدولي لا يزال يشكك في تورط شبكة القاعدة في التفجيرات. أما على مستوى تداعيات 11 شتنبر بالمغرب بعد انخراط المملكة في السياسة الأمريكية بهذا الخصوص، فمازالت السلطات الأمنية تواصل إعلانها عن تفكيك الشبكات والخلايا، حيث أصبح المغرب يتوفر على أكثر من 3 آلاف معتقل في قضايا الإرهاب، وسلطاته الأمنية أعلنت عن تفكيك أكثر من 50 خلية أو شبكة إرهابية. وقد عرف منذ ماي 2003 تنفيذ 4 تفجيرات انتحارية، كما سجلت جميع التقارير التي أنجزتها المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية تراجعا كبيرا على مستوى احترام حقوق الإنسان، حيث ارتبطت معظم الانتهاكات بملفات مكافحة الإرهاب. ليطرح السؤال نفسه بقوة : ما الذي ربحه المغرب من انخراطه في الحرب الأمريكية على الإرهاب بعد كل ما خسره على مستوى استقراره الأمني واحترام حقوق الإنسان؟ الجواب الذي يقدمه الطيب الفاسي الفهري في لقاءاته الخاصة يتحدد أساسا في جانب الدعم الذي تقدمه أمريكا بخصوص قضية الصحراء، بفضل دعمها لمشروع الحكم الذاتي بشكل رسمي، وفي برنامج تحدي الألفية والتبادل الحر، الذي فشلت دول الجوار في الظفر به، لكن المردودية الاقتصادية للتبادل الحر لم تأت أكلها بعد. وفي الأيام الأخيرة أصبحت الأجهزة الأمنية المغربية تتوقع الأسوأ، بعد التطورات التي عرفها أداء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجارتنا الشرقية، واتضاح قدرته على استخدام المواد المتفجرة عبر تقنية السيارات والشاحنات المفخخة، التي نفذ بواسطتها أعنف عملياته في الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة. وما زالت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية تبث على صفحتها الأولى منذ شهر فبراير من السنة الماضية قصاصة تفيد بأن «مصالح الأمن المغربية تقوم بعملية بحث حثيثة عن شخصين يدعيان على التوالي محمد بقالي ومحمد أغبالو، لارتباطهما بجماعات إرهابية وخاصة المنظمة الإرهابية المعروفة بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».. التفاصيل داخل الملف الأسبوعي.