يعبر بعض المراقبين لسوق الحبوب في المغرب عن تخوفهم من حدوث خصاص في القمح الطري إثر إمساك بعض المنتجين عن تسويق محصولهم، بعد اعتبارهم أن الأسعار جاءت دون السعر المرجعي. ويشير منتجون إلى أن أسعار القمح الطري، الذي يستعمل في توفير الخبز المدعم، لا تتعدى في الموسم الحالي 230 درهما للقنطار، وهو سعر دون السعر المرجعي الذي حددته الحكومة في 290 درهما. ويعزى تراجع السعر إلى ضعف جودة القمح الطري في الموسم الحالي، على اعتبار أن التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في نهاية أبريل وبداية ماي الماضيين، تسببت في تزايد ما يعرف لدى المزارعين ب«النباتة»، أي أن الحبوب تظهر فيها نبتة صغيرة، مصحوبة بتغير في الحبوب، الشيء الذي يؤثر على جودة القمح، خاصة عند الرغبة في استعماله في توفير الخبز. ويؤكد بعض المزارعين أن السعر المقترَح في السوق من قِبَل الوسطاء وأصحاب المطاحن لا يستجيب لانتظاراتهم، مما حذا ببعضهم، خاصة الكبار منهم، إلى الإمساك عن بيع محصولهم من القمح الطري، في انتظار تحسن الأسعار. غير أن مصدرا من المهنيين في قطاع الحبوب أكد أنه خلال الاجتماع الذي أجراه وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، مع المهنيين في الأسبوع الماضي، حثهم على بيع محصولهم، واعدا بدراسة وضعية التسويق، قبل اتخاذ أي إجراء. ويتخوف منتجو الحبوب من فتح الباب أمام استيراد القمح الطري إثر تراجع جودة المحصول في الموسم الحالي، علما أن الحكومة التزمت بعدم العودة إلى الاستيراد قبل نهاية السنة الجارية، بحماية المحصول المحلي من الحبوب.