تقاطرت العديد من الشكايات على أنظار الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي بسطات من طرف بعض مستعملي الطريق العمومية الرابطة بين الكلية ووسط المدينة، فتم تجنيد فرقة خاصة لكشف حقيقة الأمر الذي أصبح يوما بعد يوم يؤرق ساكنة المدينة. الفرقة ذاتها تمكنت يوم 23/03/2005 من ضبط أحد المعتدين الذي تنطبق عليه الأوصاف المدلى بها من طرف الضحايا، ويتعلق الأمر ب(م.م)، هذا الأخير أشهر سكينا في وجه أحد أعضاء الفرقة المذكورة إلا أنها تمكنت من إلقاء القبض عليه وبعد تفتيشه ثم ضبط قطعة من مخدر الشيرا بحوزته وهكذا فتحت بحثا في الموضوع. استمعت عناصر الضابطة القضائية إلى مشتكيين صرحا بأنها كانا ضحية اعتداء عليهما بالسرقة من طرف شخصين اعترضا سبيلهما، حوالي الساعة الثالثة مساء، فأشهر أحدهما سكينا في وجهيهما واستوليا على هاتفيهما وفرا في اتجاه الغابة الكائنة بجانب محطة البنزين شال. وعند الاستماع إلى المشتكى به (ر) تمهيديا أفاد بأنه تعرف على صديقه (م) في السجن، وبعد الإفراج عنهما اتفقا على مواصلة أفعالها الإجرامي، موضحا أنه نفذ رفقة صديقه المذكور ست عمليات استهلها باستهدافه ،لطالبين، فاستوليا على هاتفيهما المحمولين، تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض، وعملية ثانية نفذها رفقة صديقه المذكور، عندما اعترضا سبيل شخص قرب محطة البنزين إفريقيا، وتحت التهديد بواسطة السلاح استوليا على هاتفه المحمول، وعملية الثالثة نفذها لوحده عندما اعترض سبيل أحد الطلبة وسلبه مبلغا ماليا قدره 200 درهم، وعملية رابعة نفذها لوحده عندما اعترض سبيل شخص قرب محطة البنزين إفريقيا، وتحت التهديد بواسطة السكين استولى على هاتفه المحمول و مبلغ 120 درهما، وعملية خامسة استهدفت راجلا في طريق حي البطوار، بحيث سلبه مبلغا ماليا قدره 270 درهما تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض، وعملية سادسة نفذها بزنقة عين النزاغ عندما اعترض سبيل طفل واعتدى عليه بالضرب والجرح، وتحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض استولى على هاتفه المحمول. مرحلة التحقيق ذكر المتهم (ر) أنه احتسى كمية من الخمر رفقة (أ) وتبادل الضرب والجرح مع (ع.ج) بدون سلاح ولم يستول على هاتفه المحمول. أما بالنسبة إلى (ا) فقد سلمه مبلغ 50 درهما بمحض إرادته وبالنسبة إلى الضحيتين (ي) و(ع.ا) فإنه كان يحتسي الخمر مع صديقه (م) فأخرج هذا الأخير سكينا وأشهره في وجهيهما واستولى على هاتفيهما، موضحا أنه لم يشارك في الفعل المذكور. وأفاد الطفل (ع.ج) بأن المتهم اعترض سبيله ليلة الحادث فانهال عليه باللكم تم أخرج سكينا، وتحت التهديد بواسطته سلبه هاتفه المحمول، موضحا أن المتهم كان لوحده ولم يعتد عليه بواسطة السكين وأن الأحداث لم يعاينها أي شخص. وأفاد الشاهد (ع) بأنه كان في طريقه إلى الكلية حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال رفقة صديقه (ي) فاعترض شخصان سبيلهما وأشهرا سكينا في وجهيهما واستوليا على هاتفيهما المحمولين . المناقشة أمام غرفة الجنايات عند مناقشة القضية أمام المحكمة اعترف المتهم بجنحة السكر وأنكر باقي الأفعال، وصرح الشاهد (ع.ا) بأنه كان في طريقه إلى الكلية رفقة صديقه (ي) فاعترض سبيلهما المتهم وشخص آخر وأشهرا في وجهه السكين واستوليا على هاتفه النقال، وذكر أن المتهم كان يقف وراءه ولم يشاهد بيده سكينا، وصرح ضحية آخر (ع.ج) بأن المتهم اعترض سبيله وأشهر في وجهه سكينا واستولى ليلا على هاتفه المحمول. إنكار المتهم أمام المحكمة المذكورة وكذا خلال مرحلة محاكمته استئنافيا ما نسب إليه تكذبه تصريحاته التمهيدية، والتي جاء فيها أنه قام بتنفيذ ست سرقات مع استعمال السلاح، أربع منها نفذها لوحده والباقي رفقة صديقه (م) وأنه اعتدى على أحد الضحايا بالضرب والجرح قبل الاستيلاء على هاتفه المحمول. وما يدعم تصريحاته التمهيدية الشهادة التي أفضى بها الشاهدان أمام غرفة الجنايات الابتدائية، ومفادها أن المتهم اعترض سبيلهما رفقة شخص آخر ( م.م) وأشهرا في وجهيهما سكينا واستوليا على هاتفيهما، فضلا عن الشهادة التي أفضى بها الشاهد (ع.ج) أمام نفس الغرفة، ومؤداها أن المتهم عرضه للضرب والجرح قبل أن يستولي على الهاتف المحمول. وعليه قضت محكمة الجنايات الابتدائية بإدانة ومعاقبة المتهم من أجل مانسب إليه والحكم عليه ب 15 سنة سجنا نافذا. هذا القرار الابتدائي أيدته غرفة الجنايات الاستئنافية مع تعديله بإدانة المتهم من أجل جناية السرقة الموصوفة طبقا للفصل 509 من القانون الجنائي بعد إعادة التكييف، وتخفيض العقوبة إلى ست (06) سنوات سجنا نافذا.