خرج العشرات من سكان حي أغروض بمدينة أكادير في مسيرة احتجاجية هي الأولى من نوعها، حيث خرجت بعض الأسر بأكملها، نساء ورجالا وأطفالا، رافعة لافتات تجسد مطالبها الحيوية. وفي التفاتة خاصة، رفع المتظاهرون صورا لرشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء». كما رددوا شعارات تعلن تضامنهم مع الجريدة. وجاءت هذه المسيرة بعد سلسلة من المراسلات، التي سبق لسكان هذا الحي أن وجهوها إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها المجلس البلدي. وتتمثل أهم مطالب سكان هذا الحي في توفير «الواد الحار» بعد أن ضاقوا ذرعا بمخلفات وروائح المطمورات المستعملة كقنوات للصرف الصحي بعد أن حرموا من الاستفادة من قنوات «الواد الحار» على غرار بقية أحياء مدينة أكادير، رغم أنهم يؤدون ثمنها ضمن فواتير الماء للوكالة المستقلة متعددة الخدمات بأكادير. كما احتج السكان على استمرار العمل بهذه المطمورات التي أضحت تشكل خطرا على صحة أبنائهم وعلى المحيط البيئي، خاصة أن منطقة أغروض قريبة من الشاطئ ومن مصب واد سوس في المحيط الأطلسي، غير بعيد عن محيط القصر الملكي بأكادير. كما لازال عدد من السكان الملاكين بالمنطقة يعانون من تجميد وضعية أراضيهم بعد أن تم تصنيفها ضمن (S9) لمدة فاقت عشرات السنين، حيث تم تجميد الوضعية العقارية لأزيد من 30 هكتارا. هذا التجميد ألحق مجموعة من الأضرار المادية والمعنوية بالملاكين، حيث تم حرمانهم من استغلال أراضيهم للبناء أو تفويتها إلى الغير من أجل إنجاز مشاريع استثمارية، حيث إن الملاكين لا قدرة لهم على الوفاء بنوع الاستثمارات المطلوبة في مثل هذه المناطق، واعتبروا هذا التصنيف نوعا من نزع الملكية بطريقة غير مشروعة. ورغم مراسلة أزيد من 500 ملاك لكل الجهات المعنية فإنهم لازالوا يعانون في صمت محرومين من أراضيهم التي هم في أمس الحاجة إلى عائداتها. وقد كان من المتوقع أن ينضم إلى التظاهرة مجموعة من المواطنين من أصحاب المشاريع، التي لاتزال مجمدة بسبب هذا التصنيف العقاري للأراضي الموجودة بالمنطقة. وقد لوحظ خلال التظاهرة رفع صور لخمسة من المستشارين الجماعيين المحسوبين على الأغلبية، حيث طالبت اللافتة برحيلهم. وفي تعليق على هذه اللافتة تساءلت بعض المصادر المقربة من المجلس عن أسباب رفع هذه الصور، رغم أن أصحابها ليسوا من ممثلي هذه الأحياء.