يسعى علماء الفلك والفضاء والشريعة الإسلامية من الدول العربية والإسلامية إلى تقديم مشروع لتوحيد التقويم الإسلامي يلائم الظروف المعاصرة وذلك في المؤتمر الفلكي الإسلامي الخامس في جامعة العلوم الإسلامية العالمية. وقال رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتور عبد الناصر أبو البصل إن هناك حاجة لقيام لجنة أو هيئة عليا مجمعية تمثل الأمة الإسلامية تصدر قرارها السنوي قبيل كل مناسبة كشهر رمضان وغيره ونلتزم به جميعا بدل الخلاف السنوي المتكرر. وأشار إلى أن مجمع الفقه الإسلامي في مكة التابع لرابطة العالم الإسلامي بحث أخيرا موضوع مواقيت الصلاة في أوروبا ، وكذلك المجلس الأوروبي للإفتاء وان المجمع أجل إصدار قراره النهائي انتظاراً لما يتمخض عنه هذا المؤتمر من توصيات. ويبحث المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان علم الفلك والتقاويم بين الأصالة والمعاصرة ويشارك فيه حوالي مائتي عالم شريعة وفلك وفضاء على مدى ثلاثة أيام الحسابات الفلكية وتطبيقاتها في الشريعة الإسلامية وعلوم الفضاء في المنطقة العربية وتدريس الفلك في البرامج الثانوية والجامعية. وينظم المؤتمر الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والجامعة بالتعاون مع المركز الجغرافي الأردني ودائرة قاضي القضاة. وأكد قاضي القضاة الدكتور أحمد هليل أهمية أن يسير العلم الصحيح والفهم السليم لديننا الحنيف جنبا إلى جنب، مشيرا في هذا الصدد إلى مبادرة دائرة قاضي القضاة لتشكيل اللجان العلمية التي تتحرى بدايات الشهور الهجرية لتكون العبادة والمناسك صحيحة. وأوضح أن لجنة الأهلة والمواقيت في الأردن، التي تضم خيرة العلماء الفلكيين والشرعيين للتحقق من المسائل التي استجدت في الحياة نظرا لتغير طبيعة الحياة، قامت برصد دخول الفجر الصادق الذي ينبغي معرفة وقت آذان الفجر والإمساك عن الطعام والشراب في رمضان وخرجت بنتائج نأمل أن يتم تعميمها على العالم الإسلامي كله. من جهته قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاطف التل إنه يجب الاستفادة من تجارب الدول الإسلامية في موضوع تحديد بدايات الأشهر القمرية بما في ذلك رصد الأهلة والمساهمة في إعداد الدراسات الفيزيائية والجيولوجيا الفلكية وتفعيل النشاط الفلكي المشترك والحفاظ على التراث العلمي والعربي. وأكد في كلمته التي افتتح بها المؤتمر مندوبا عن رئيس الوزراء الحاجة إلى العمل على إنشاء وكالة فضاء عربية وبناء مراصد فلكية بصرية وراديوية في الوطن العربي وتوحيد المصطلحات العلمية في هذا المجال. من جهته طلب رئيس الاتحاد الدكتور حميد النعيمي من علماء الإسلام إعطاء علم الفلك اهتماما خاصا، لأنه يقوي العنصر الدنيوي في الإسلام مع العلوم الأخرى. وشدد على ضرورة التعاون وتكثيف الجهود من قبل العلماء والباحثين والمهندسين والهواة والشباب في علوم الفضاء والفلك والجو لتقديم المساعدات والخبرات لكل من يحتاجها بهدف تطوير علوم الفلك والفضاء في الوطن العربي. واستعرض مدير المركز الجغرافي الملكي الدكتور عوني الخصاونة دور المركز في رفد مسيرة الأردن التنموية بما تحتاجه من معطيات جغرافية وخرائط، مشيرا إلى استحداثه أخيرا قسما خاصا بالاستطلاع الفضائي وسعيه إلى احتضان المركز الإقليمي التدريبي لتكنولوجيا علوم الفضاء التابع للأمم المتحدة. وقال الخصاونة الذي يتولى منصب أمين عام الاتحاد إن المؤتمر سيناقش 130 ورقة عمل ضمن محاور أساسية تتعلق بالتقاويم العامة، التجربة الخاصة وإشكاليات رؤية الهلال وتحديد بدايات الأشهر القمرية والحسابات الفلكية الشرعية وواقع الثقافة الفلكية في المجتمعات العربية والإسلامية وإحياء التراث الفلكي العربي الإسلامي وإنشاء المراصد الفلكية وإدخال مادة علوم الفضاء والفلك ضمن مناهج التدريس في المرحلتين المدرسية والجامعية.