تحولت الدورة العادية للمجلس البلدي للجديدة، المنعقدة قبل يومين، إلى حلبة للمصارعة بعد أن نشب صراع بين مستشارين يمثلان الأغلبية داخل المجلس، أحدهما من حزب الأصالة والمعاصرة والثاني ينتمي إلى حزب الأحرار، كما قررت المعارضة الممثلة في حزب الاستقلال والعدالة والتنمية ومستشار عن الحزب العمالي، خلال نفس الدورة، الانسحاب من الدورة التي كانت مخصصة لمناقشة باقي نقط جدول أعمال الدورة العادية ل28 فبراير المنصرم. وحسب البيان الاستنكاري للمعارضة، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، فإن النقطة التاسعة، المتعلقة بتعويض عضو واحد ممثل للمجلس البلدي في حظيرة المجلس الإداري للمحطة الطرقية هي التي أفاضت الكأس، إذ أكد البيان، وبعد مناقشة مستفيضة وبناء على طلب المعارضة، أن الجميع امتثل لمقررات المجلس أثناء التصويت على تأجيل البت في النقطة المذكورة، لكن الرئيس وثلة من الأغلبية تعمدوا تمييع النقاش أمام مرأى ومسمع من السلطات المحلية والحاضرين. وحسب بيان المعارضة فإن عدد المصوتين لصالح التأجيل كان هو 17 عضوا وهو ما لا يمثل أغلبية الأصوات لتمرير التأجيل، لكن المستشارين المحتجين فوجئوا بكون عدد الأصوات أصبح 21 صوتا بعد إعادة التصويت أمام مرأى سلطة الوصاية، الأمر الذي أجج النقاش وجعل المعارضة تنسحب من دورة المجلس تعبيرا عن رفضها لهذا السلوك، الذي وصفته بالمهين والمتنافي مع مبادئ الديمقراطية الحقة، معتبرة هذا التصرف امتدادا لمهازل الدورات السابقة التي تعبر عن عجز الرئيس عن تسيير الشأن المحلي، حسب نص البيان. ووجهت المعارضة سهامها تجاه الرئيس والمجلس المسير، مستنكرة كذلك ما وصفته بالحصيلة الهزيلة لمنجزات المكتب لمدة سنتين، كما عبرت عن شجبها لغياب الديمقراطية في تسيير شؤون البلدية، ودعت المعارضة كذلك وزير الداخلية والمجلس الجهوي للحسابات إلى إيفاد لجان تقصي الحقائق حول بلدية الجديدة والمحطة الطرقية، كما حملت المعارضة المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية والإقليمية والجهوية عما يجري في الجماعة الحضرية لمدينة الجديدة، وحسب البيان فإن المعارضة تدعو عامل الإقليم إلى التدخل العاجل لإيجاد الحلول الناجعة قبل فوات الأوان. وحسب مصادر مطلعة فإن الأغلبية بالمجلس البلدي بالجديدة تعيش على إيقاع بعض الصراعات الداخلية، والتي ألقت بظلالها على أجواء الدورة العادية للمجلس، كما عرفت الدورة احتكاكا بين بعض أعضاء المجلس وبعض الشباب الذين حاولوا التقاط فيديوهات وصور لما يحدث داخل دورة المجلس.