تابعت باهتمام كل ما قيل عن التظاهر السلمي الذي دعت إليه مجموعة من الشباب. وإذا كان الحق في التظاهر والإضراب من الحقوق التي تضمن للمواطن المغربي فرصة التعبير عن احتجاجه والمطالبة بإصلاح حاله، فإن أسلوب التظاهر يعبر أيضا عن مستوى هذا المواطن الذي يخرج إلى الشارع ليتظاهر. أتمنى أن يكون الاحتجاج سلميا وحضاريا وألا يستغله أعداء النجاح والتنمية لتخريب ما بني كل هاته السنوات.. أدعو شبابنا إلى أن يكونوا حذرين وأن يلتزموا بأخلاقيات التظاهر السلمي، حتى لا يتزعزع استقرار وأمن البلد، وألا يُقمع المحتجون بالعنف حتى لا يتطور الوضع إلى ما لا تحمد عقباه، وأن يتم التعامل مع مطالب الشباب بحكمة وتعقل وبكل مسؤولية من أجل هذا الوطن الذي نحبه ولن نسمح برؤيته جريحا مقسما ومشردا. قضايانا الوطنية يجب أن تظل من أولوياتنا، دفاعا عن وحدتنا الوطنية والترابية وحفاظا على أمن وسلام واستقرار البلاد. ومطالب الشباب المشروعة ومناداتهم بالإصلاح يجب أن تأخذ بجدية، لكن أسلوب الشباب في التظاهر يجب أن يكون مثالا لما ينشدونه من تغيير، في التنظيم وأخلاقيات الحوار والانفتاح والتجاوب مع كل الآراء، حتى المعارضة منها. يجب أن نفكر بنضج في هذا البلد، ونتعامل مع كافة مكوناته بلغة الحوار لا لغة العنف، حتى نعبر إلى بر الأمان أقوى وأكثر ثقة في المستقبل، وحتى تستمر قاطرة التنمية التي لا يعيقها سوى المرتشين والخونة وقلة ممن يمصون دماء الوطن، فهناك الكثيرون ممن يعشقون هذا البلد ويخدمونه بسواعدهم وقلوبهم.. أدعو الشباب المتظاهر سلميا إلى الانضباط، فأمن البلد جزء من مطالب كل الشعوب التواقة إلى الحرية والديمقراطية، وأدعو الحكومة إلى الإنصات والتروي والتعامل مع السلم بالسلم حتى نبني ولا نهدم، وحتى نبين للخونة وأعداء الوطن أننا سنمضي إلى الأمام بالإصلاح والحوار والتخطيط والمساواة.