تقوم السلطات الأمنية الإسبانية بحملة واسعة من أجل البحث عن إسباني تقول عائلته إنه اتجه نحو مدينة طنجة قبل أيام في رحلة عمل لكنها افتقدته ولم تتمكن من الاتصال به. وأفادت مصادر إعلامية إسبانية أن الشرطة الإسبانية سلمت للمسؤولين الأمنيين بطنجة صورا للشخص المختفي الذي يدعى خوسي سانشيز كيخادا، والملقب ب»بيبي»، كما تم الاتصال بالقنصلية الإسبانية بمدينة طنجة من أجل تحديد مكانه وما إذا كان ما يزال على قيد الحياة أم توفي. غير أن مسؤولا بولاية أمن طنجة نفى أن تكون المصالح الأمنية توصلت بشكاية من عائلة هذا الإسباني المختفي، موضحا، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن أمن طنجة لا علم له بهذا الموضوع. وبينما تقول شرطة الحدود بميناء طنجة إن المختفي اجتاز منطقة العبور بالميناء عائدا إلى الضفة الشمالية من المضيق، فإن المصالح الأمنية بميناء الجزيرة الخضراء تقول إنها لم تسجل دخول هذا الشخص عبر حدودها، مما يزيد من احتمالات وجوده بمدينة طنجة. ويقول أحد أبناء هذا الإسباني، الذي يناهز عمره 50 سنة ويتحدر من مدينة قادس، جنوب البلاد، إن والده يمتلك بازارا في وسط المدينة، وزار طنجة لاقتناء بعض السلع من المحلات التجارية ذات الصلة بعمله، لكن الاتصال به انقطع خلال يوم الأحد الماضي «وهو ما جعلنا نتصل بالشرطة لإبلاغها عن حالة اختفاء»، يتابع نفس المصدر. واعتاد خوسي كيخادا، منذ سنوات، على عبور المضيق نحو طنجة من أجل اقتناء سلع مغربية وحملها إلى إسبانيا لعرضها في متجره، وأن وجهه كان مألوفا لدى تجار البازار في طنجة. وأشارت مصادر إسبانية إلى أن أحد أبناء الإسباني المختفي سافر إلى طنجة، من أجل البحث عن والده واستفسار أصحاب المحلات التجارية التي من المفترض أن يكون قد زارها، لكنه لم يجد له أثرا، غير أن بعض التجار الذين زارهم أكدوا له أن والده زارهم واقتنى بضاعته المعتادة وغادر في اتجاه ميناء طنجة المتوسط، الذي يبعد حوالي 40 كيلومترا عن وسط المدينة. ويقول أبناء المختفي إن والدهم يعاني من أمراض القلب وكان يتناول الدواء بانتظام، وأنه طمأنهم خلال آخر اتصال أجراه معهم بأنه يتناول الدواء وبأنه في صحة جيدة. لكن اللغز الذي ظل يحير أقرباء المختفي، وحتى المصالح الأمنية الإسبانية، هو عدم ظهور أي أثر لسيارته التي سافر على متنها إلى طنجة، وهو ما جعل عائلة المختفي تعتقد أن يكون قريبها تعرض لعملية سرقة نظرا للمبلغ المالي الهام الذي كان بحوزته قصد شراء سلع من طنجة. غير أن هذه الفرضية ليست محتملة بدرجة كبيرة على اعتبار أن شرطة ميناء طنجة المتوسط أكدت أن «كيخادا» مر عبر الإجراءات الأمنية المعتادة قبيل السفر، لكن لا أحد يمكن أن يؤكد أنه ركب الباخرة المتوجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء.