سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثاباتيرو يكشف لأعضاء حزبه حقيقة موقفه «المساند» للمغرب في أحداث العيون رئيسة الديبلوماسية الإسبانية تدعو البرلمان الأوربي إلى الحكمة في تعامله مع قضية الصحراء
«لم تقع مجزرة أو إبادة بالعيون»، هذه هي الحقيقة التي أصبحت تؤمن بها قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وهذه القناعة، التي أصبحت شبه مؤكدة لدى قيادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، عبر عنها أمس الثلاثاء رئيس الحكومة ورئيس الحزب في نفس الوقت، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو عندما طالب أعضاء اللجنة التنفيذية الفيدرالية للحزب بتعميم المعطيات، التي تتوفر عليها القيادة بشأن الأحداث التي شهدتها العيون، على قواعد الحزب، بالرغم من اعترافه بأنها «معطيات أليمة ويصعب تقبلها من قبل شريحة كانت تقليديا تتعاطف مع القضية الصحراوية وجبهة البوليساريو»، وفق ما ورد في قصاصة لوكالة «أوربا بريس». وأشار المصدر ذاته إلى أن قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني منشغلة بشأن «القلق الاجتماعي الذي تولد لدى شرائح واسعة بشأن هذا الموضوع»، قبل أن تضيف بأن قلق وانشغال الحزب لا يرجعان بالأساس إلى احتمال تأثيره على الحزب الاشتراكي خلال الانتخابات، وإنما يعود إلى «ضرورة نقل معطيات إلى مناضلي الحزب يصعب عليهم تقبلها»، غير أن «ثاباتيرو ألح على أن الحزب الاشتراكي لن يتوانى في نشرها وتعميمها حتى لو كانت أليمة». واعتبر رئيس الحكومة الإسبانية خلال اجتماع للجنة التنفيذية الفيدرالية، وهي أعلى جهاز داخل الحزب، أن الحكومة والحزب كانا مصيبين عندما توخيا الحذر في تصريحاتهما منذ البداية حتى تتضح لهما الصورة كاملة بخصوص ما حصل في العيون. وفي هذا الإطار، أشار المصدر ذاته إلى أن مسؤولة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي الإسباني إيلينا فالينسيانو ستجتمع يوم غد الخميس بالجمعيات المساندة للبوليساريو بإسبانيا. وتأتي هذه الخطوة من قبل قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني بمد قواعدها بالمعطيات التي تتوفر عليها بشأن الأحداث الأليمة بالعيون، بعدما توسعت الهوة بين القيادة والقاعدة بهذا الخصوص، وبعدما أقدم عدد من الانفصاليين والإسبان المساندين للبوليساريو باحتلال مقر الحزب بإقليم بلنسية، قبل أن تتدخل قوات الأمن الإسباني بإخراجهم بالقوة. ومن جهة أخرى، أشارت وكالة «أوربا بريس»، نقلا عن قياديين داخل الحزب الاشتراكي الإسباني، إلى أن الحذر الذي اتخذه الحزب حيال الأحداث بالعيون، كان مفيدا، لأنه تأكد فيما بعد أنه «لم تقع مجزرة كما كان يقال في البداية». ونقلت الوكالة عن مارسيلينو إغليسياس، مسؤول التنظيم بالحزب الاشتراكي، قوله إن الصورة «أصبحت واضحة جدا، والآن نعرف بأن 10 دركيين مغاربة قتلوا، فضلا عن فرد من أفراد الوقاية المدنية، وصحراويين، واحد منهم يحمل الجنسية الإسبانية». ومن جانب آخر، ذكر المصدر ذاته أن قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني انتقد حضور إيستيبان غونزاليس بونس، العضو القيادي بالحزب الشعبي المعارض، في تظاهرة مؤيدة للبوليساريو مؤخرا بالعاصمة الإسبانية مدريد، «خاصة أن قيادة الحزب الشعبي كانت تتوفر على معلومات أكثر من المواطن العادي بشأن ما وقع (في العيون)، ومع ذلك خرج إلى الشارع من أجل أن يظهر تميزه عن الحكومة»، بل إن البعض استغرب وقوف قيادي بالحزب الشعبي، وهو الحزب اليميني، جنبا إلى جنب في مظاهرة واحدة، مع كايو لارا القيادي باليسار الموحد، وهو اليساري المتطرف. ومن جهة أخرى، دعت وزير الشؤون الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث البرلمان الأوربي إلى التعقل والحكمة في تعامله مع قضية الصحراء حتى لا تعقد الأمور أكثر فأكثر. ومن المنتظر أن يصوت هذا البرلمان يوم غد الخميس على مشروع قرار بشأن هذه القضية. وقالت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية «أثق في التصويت على قرار يساعد على إيجاد حل لهذه الوضعية. أثق في حكمة البرلمانيين الأوربيين». وفي سياق متصل، مازالت وسائل الإعلام الإسبانية، مثل «إلباييس» و«إلموندو»، تحاول أن تبحث عن أي صورة أو فيديو «يفند» في نظرها الرواية المغربية لما وقع خلال تفكيك مخيم «كديم إيزيك» بالعيون منذ حوالي أسبوعين، مثل الفيديو الذي عرضته صحيفة «إلموندو» على موقعها على شبكة الأنترنيت، والذي ادعت فيه أن قوات الأمن المغربية كانت مسلحة خلال عملية تفكيك المخيم، في حين مازال المبعوث الخاص لصحيفة «إلباييس»، توماس بابول،و إلى العيون يبحث منذ وصوله إلى عاصمة الصحراء المغربية عن أدلة «إدانة» للدولة المغربية.