أشرف الملك محمد السادس، أول أمس الثلاثاء، بسلا، على وضع الحجر الأساس لبناء الجامعة الدولية للرباط، التي سيتطلب إنجازها استثمارات إجمالية بقيمة 1.2 مليار درهم. وبهذه المناسبة، قدم رئيس الجامعة نور الدين مؤدب عرضا في حضرة الملك أبرز من خلاله الخطوط العريضة لتوجهات المؤسسة وأقطابها الدراسية والتخصصات التي تعتزم تطويرها في مجال البحث العلمي، وكذا مختلف محاور تطويرها خلال السنوات القادمة. وأشار مؤدب إلى أن هذه الجامعة، التي ستمكن من خلق 300 منصب شغل مباشر خلال خمس سنوات، تشكل نموذجا للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، موضحا أن مخطط التمويل، الممتد إلى خمس سنوات، يعتمد على مساهمات فاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين، إلى جانب الدولة. ويأتي إنجاز هذا المشروع، الذي سيقام ب«القطب التكنولوجي للرباط» على مساحة عشرين هكتارا، بتعليمات ملكية، في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. ويتضمن المشروع، بالأساس، بنايات مخصصة للتدريس والبحث العلمي ومكتبة وإقامة جامعية ومنشآت رياضية ومرافق اجتماعية وتجارية وترفيهية. ومن المرتقب أن تستقبل الجامعة، في أفق سنة 2015، حوالي 5000 طالب سيتم إيواء 4000 منهم بالإقامة الجامعية، وستتراوح نسبة الطلبة المنتمين إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء ما بين عشرين وثلاثين بالمائة. وتعد هذه المؤسسة نموذجا للشراكة العلمية بين رابطة للأكاديميات والجامعات المغربية وكبريات الجامعات والمعاهد العلمية الدولية، وستساهم في تكوين نخب جديدة مغربية وإفريقية، وفق برنامج للتكوين يستجيب لأرقى المعايير الدولية من حيث الكفاءة والمردودية مع الحفاظ على الهوية الوطنية. وإلى جانب تكوين النخب وأطر الإدارة والتدبير والمهندسين والخبراء المغاربة والأفارقة، تشمل أهداف الجامعة الدولية للرباط العمل على تطوير بحث تطبيقي يتماشى مع السياق الإفريقي ويتلاءم مع الحاجيات الصناعية للقارة، وتأهيل ومواكبة مسار التنمية، الذي يشهده المغرب وإفريقيا من خلال التكوين المستمر، وفتح آفاق للقاء والتبادل بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين وفعاليات المجتمع المدني لبحث رهانات المغرب الكبرى. وبخصوص برنامجها التعليمي، تراهن الجامعة الدولية للرباط على أربعة أقطاب أساسية للتكوين والبحث، تهم الطيران وصناعة السيارات والسكك الحديدية، والطاقات المتجددة، والبيئة والدراسات النفطية، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، والهندسة والتصميم. كما أحدثت الجامعة مدرسة متخصصة في مجالات التدبير والضرائب والمالية، ومعهدا للعلوم السياسية والعلاقات الدولية ومركزا للغات والثقافات والحضارات ومعهدا للأقسام التحضيرية لولوج المدارس الكبرى في مجالي الهندسة والتجارة. وسيسهر على تكوين وتأطير الطلبة طاقم علمي يتكون من أربعين أستاذا يتوزعون ما بين الأساتذة الباحثين الدائمين (50 بالمائة) والأساتذة الباحثين الزائرين من جامعات شريكة (30 بالمائة) ومتدخلين من قطاع المقاولة يمثلون الشركاء الاقتصاديين للجامعة (20 بالمائة).