منع حفيظ بنهاشم المندوب السامي للسجون في المغرب الصحافيين الذين رافقوا الوفد الرسمي في زيارة تفقدية للسجن المحلي في بني ملال من دخول السجن المذكور، وسمح بنهاشم لمصوري القناة الأولى والقناة الثانية ووالي جهة تادلة أزيلال بمرافقته، دون جميع من وجهت لهم الدعوة الرسمية، بزيارة السجن المحلي الجديد، يوم الثلاثاء الماضي في بني ملال.واستغرب الصحافيون المشاركون في الزيارة التفقدية للسجن المحلي في بني ملال تصرف حفيظ بن هاشم، إلا أن استغرابهم سرعان ما تحول إلى استغراب من تصرفات المسؤول الأول عن سير وتنظيم سجون المملكة، بعدما عمد حفيظ بنهاشم إلى توجيه أوامر لمصور القناة الثانية بتوظيب تصريحه وحذف مقاطع منه، بعد اطِّلاعه في كاميرا المصور على تصريحه التلفزيوني أمام ذهول الجميع. وكان حفيظ بنهاشم قد حل صباح يوم الثلاثاء الماضي ببني ملال في زيارة تفقدية للسجن المحلي الذي تم تنقيل السجناء إليه مؤخرا، كما أعطى انطلاقة عملية هدم مقر السجن القديم بمحاذاة مقر الولاية، الذي كان إسطبلا يستغله الاستعمار مربطا للخيول وتحول مع مغرب الاستقلال إلى سجن محلي، حيث من المنتظر أن تنشأ مكانه مواقف للسيارات ومساحات خضراء. وفي الوقت الذي صرح حفيظ بنهاشم أمام الصحافيين، الذين وجدوا صعوبة كبيرة في أداء مهمتهم، بأن زيارته تأتي في إطار «استراتيجية جديدة تهدف إلى هدم السجون القديمة وتعويضها بسجون جديدة تراعي فيها المواصفات الدولية»، أحاط بالمندوب السامي للسجون عشرات المواطنين من أسر نزلاء المؤسسة السجنية الذين عددوا له المصاعب اليومية التي يجدونها أمامهم قبل الوصل إلى السجن المحلي الموجود على بعد 7 كيلومترات من مدينة بني ملال، في غياب وسائل النقل العمومية، حيث يضطر المواطنون إلى ركوب الدراجات النارية مقابل عشرة دراهم للفرد الواحد، بالإضافة إلى انعدام الأمن وعدم تمكن أغليهم، خصوصا القادمين من مدن بعيدة، من رؤية أقاربهم، بسبب تعقد المساطر الإدارية. وفي السياق، أكد أقارب نزلاء في السجن المحلي في بني ملال ب«ميزان الحرارة» أن المؤسسة السجنية التي تبلغ مساحتها 8 هكتارات وتسع 2000 سجين «يعاني فيها النزلاء من ظروف قاسية تتمثل في حرمانهم من الاتصال الهاتفي وسخونة مياه الشرب، بسبب غياب مبردات مياه، بالإضافة إلى عزل أماكن تهيئ المعتقلين لوجباتهم الغذائية، كما هو الشأن في مؤسسات سجنية أخرى، مما ينتج عنه ضياع أغلب وجباتهم الغذائية»، وأضافت المصادر ذاتها أن «إدارة السجن المحلي في بني ملال تسمح بدخول الطماطم والفلفل فقط إلى السجن، وتشترط اقتناء باقي الخضروات والمواد الغذائية من متجر السجن الذي تعتبر أسعاره جد مرتفعة مقارنة بالمتاجر العادية». وأفادت أقارب نزلاء السجن المحلي لبني ملال بأن «معاناة العائلات خارج السجن لا تقل عن معانة أقاربهم داخل المؤسسة السجنية الحديثة، حيث نؤدَّب بدورنا بغياب وسائل التنقل وتعرَّض بعضنا لخطر السرقة والاعتداء في طريق معزول، بالإضافة إلى غياب أماكن تحمي أقارب السجناء من حر الصيف أو برد الشتاء».