تختتم، اليوم الجمعة، فعاليات المعرض المغاربي الثاني، الذي احتضنته العاصمة الليبية، طرابلس، منذ السبت الماضي.وأكد مصدر من "المغرب تصدير"، المركز المغربي لإنعاش الصادرات، سابقا، أن الدورة المقبلة سيحتضنها المغرب، وستتمحور حول الصناعة التقليدية المغاربية. وأضاف المصدر ذاته أن الإقبال كان متواضعا، عكس الدورة السابقة، مشيرا إلى أن للسوق الليبية خصوصياتها، إذ أنها "تشهد نهضة عمرانية وعقارية كبيرة، ولهذا فهذا القطاع هو الذي يستأثر بالاهتمام حاليا، وتستهدف ليبيا بناء 500 ألف وحدة سكنية، في أفق 2012". وتميزت مشاركة المغرب، هذه السنة، بعدد العارضين، الذي قارب 20 شركة، مثلت مختلف القطاعات الصناعية، والتجارية، والخدماتية، بالمغرب، بما فيها تقنيات المعلوميات، وصناعة الأدوية، وصناعة العطور والتجميل، والصناعة الميكانيكية، والكهربائية، والصناعة التقليدية، إضافة إلى القطاع المصرفي. واعتبر المصدر أن هذا يعني أن العدد يتطور، مقارنة مع السنوات الماضية، إذ كان يتراوح بين 10 و15 شركة عارضة، ويعكس أيضا الاهتمام المتزايد من طرف الشركات المغربية تجاه السوق الليبية. وبالنسبة إلى تركيبة وهندسة الجناح المغربي، اعتبر المصدر أنه يختلف عن السنوات السابقة، والفضل في ذلك إلى القيمة المضافة لبصمة "فرست كلاس إيفنت"، التي عكست دينامية المغرب وحركيته الاقتصادية، وجسدت طابع الأصالة والمعاصرة على مستوى الديكور، ودعم هذا التطور في العدد والنوعية حضور قطاعات، لأول مرة، في معرض طرابلس الدولي. وفي ما يخص مساحة الجناح، كانت تقتصر على ثلث المساحة الحالية، إذ لم يكن تتجاوز 120 مترا مربعا، وأصبحت اليوم 840 مترا مربعا، و"نأمل في المشاركات المقبلة، جلب قطاعات أخرى لإعطاء الصورة الحقيقية للدينامية الوطنية في المجالين الاقتصادي والخدماتي". وبخصوص الانطباع الأولي، أكد المصدر أن هناك شركات تلقت عروضا للتوكيل في السوق الليبية، وتدرس اختيار الوكيل المناسب لها، و"الأكيد أن إمكانيات ربط الشراكات في السوق الليبية واعدة". وأكد أحد العارضين أن المشاركة نابعة من "الحرص على التواصل وتطوير العلاقة مع أشقائنا الليبيين"، مشيرا إلى أن مشاركته ستكون لها نتيجة ايجابية، خاصة أن "منتوجاتنا من الشوكولاته تنافس البضاعة الأوروبية". وأضاف مسؤول عن جناح العطور والمنتجات التجميلية أنه يطمح، من خلال مشاركته، إلى زيادة الطلب على منتوجه، في كل من ليبيا، والجزائر، وتونس، رغم أن هذه الدول تشهد إقبالا في هذه البلدان. وانطلقت فعاليات المعرض، منذ السبت الماضي بطرابلس، الذي نظم بهدف تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول المغرب العربي، وتحديد فرص الأعمال والشراكة بين الفاعلين، وكذا تبادل الآراء والأفكار، من أجل تسهيل الاندماج الاقتصادي داخل المغرب العربي. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه التظاهرة الاقتصادية تعتبر الأولى من نوعها على المستوى المغاربي، وتعد محطة مهمة لإبراز قدرات دول المغرب العربي في مجال الصناعات المتوسطة، والخفيفة، إضافة إلى الصناعات الغذائية، والنسيجية، ومواد البناء، والأدوية، فضلا عن الالكترونيات والآلات الفلاحية، إلى جانب المشتقات البترولية. وشارك المغرب ببعثة تضم 16 شركة تعمل في مختلف قطاعات الأنشطة، خاصة الصناعات الغذائية، والبناء والأشغال العمومية ومواد البناء، والصناعات الميكانيكية والمعدنية والكهربائية والبلاستيك ومواد التجميل والخدمات المالية. واقترح المغرب، من خلال رواقه، الذي امتد على مساحة إجمالية ناهزت 840 مترا مربعا، والأروقة الفردية، عرضا شاملا استهدف تسليط الضوء على المؤهلات الصناعية والحرفية والسياحية للمغرب. يذكر أن الدورة الأولى نظمت بالجزائر، وشهد تنظيم هذه الدورة مجهودا مشتركا من الاتحاد المغاربي للمعارض، الذي تأسس في يناير 2008، على هامش انطلاق الأسبوع التجاري الجزائري في الدارالبيضاء، حيث اتفقت أربع مؤسسات عمومية لتنظيم المعارض، من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، على إنشاء اتحاد بينها، تلاه التوقيع على البنود الرئيسية للنظام الأساسي للاتحاد الجديد، مع التزام الدول الأعضاء باحتضان المعرض سنويا بالتناوب بداية من الجزائر في2008 ، وليبيا سنة 2009، ثم المغرب في سنة 2010، وموريتانيا وتونس، التوالي.