يوجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء يوم غد الجمعة، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة. وسيبث الخطاب الملكي، يوم غد، على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة. لبى الشعب نداء الحسن بكل تلقائية وطواعية وحماس وتعبئة وطنية تخليد هذه الذكرى يصادف، اليوم، إجماعا دوليا حول مشروع المغرب بإنشاء حكم ذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وهو المشروع، الذي يعتبر شكلا ديمقراطيا راقيا وحضاريا، كان جلالة الملك محمد السادس أعلن عنه، في أفق إخراج قضية الصحراء من النفق الذي دخلت فيه، ووضع حد لهذا النزاع المفتعل. ويأتي تخليد هذه الذكرى، أيضا، في أجواء التعبئة الوطنية الشاملة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاستحضار دروس وعبر ومبادئ وقيم التضحية والوفاء والوحدة، التي أرست دعائمها ملحمة استكمال الاستقلال، وتحقيق الوحدة الترابية، من جهة، وللتوجه إلى المستقبل، والانخراط في مسيرة جديدة ومتجددة، لبناء مغرب الوحدة والديمقراطية، من جهة ثانية. احتفال الشعب المغربي اليوم بالذكرى 34 لملحمة المسيرة الخضراء المظفرة، هو احتفال وتكريم واعتزاز وافتخار، بمسيرة شعبية وملكية، استثنائية في تاريخ حركات التحرير الوطني، أبدعها ودعا إليها الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني، ولبى الشعب النداء بكل تلقائية وطواعية وحماس وتعبئة وطنية، إذ هبت جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن، في سادس نونبر سنة 1975، بنظام وانتظام، لتسير في اتجاه واحد، صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاحتلال الإسباني، بقوة الإيمان، وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة، وإرادتهم الراسخة، في تجسيد حقوقهم الوطنية المشروعة على أقاليمهم الجنوبية، التي هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني. وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بكل عزم وإصرار لإحباط مناورات ومخططات خصوم وحدتنا الترابية، التي لم تزدها إلا رسوخا ووثوقا وتعبئة شاملة ومستمرة لمواجهة كل التحديات الخارجية والتصدي لكل المؤامرات الانفصالية. وها هو المغرب اليوم بقيادة حامل مشعل الوحدة والتحرير، جلالة الملك محمد السادس، يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة، وتثبيت مكاسبه الوطنية، مبرهنا بإجماعه الوطني عن استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع، من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وعمله الجاد والمتبصر لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة وحرصه الصادق على تقوية أواصر الإخاء والتعاون وحسن الجوار بالمنطقة، خدمة لمصالح شعوبها، وتعزيزا لاتحادها، واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.