جرى إحداث تنسيقية بين وزارات الداخلية، والفلاحة والصيد البحري، والتجارة والصناعة، والشؤون الاقتصادية والعامة، بهدف ضمان حماية المستهلك خلال شهر رمضان المبارك. ت:كرتوش وأعلن بلاغ لوزارة الداخلية، أول أمس الثلاثاء، أن هذه التنسيقية، التي تقرر إحداثها في ختام سلسلة من الاجتماعات التحسيسية، التي عقدت على أصعدة وزارة الداخلية، وأقاليم وعمالات المملكة، ستنكب، على الخصوص، على التتبع الدائم لعملية تموين الأسواق بالمواد الأساسية، أو تلك التي تستهلك على نطاق واسع. وجرت دعوة الولاة والعمال إلى السهر على ضمان التموين العادي للأسواق، واحترام القانون الجاري به العمل، خاصة على مستوى إشهار الأسعار، ومحاربة جميع أعمال التخزين غير المشروعة أو المضاربة، عبر تعبئة مصالح المراقبة. وأضاف البلاغ أنه سيجري إيلاء اهتمام خاص لأسعار المواد المقننة، أو التي تحظى بالدعم، موضحا أن لجانا مشتركة للمراقبة ستقوم بزيارات منتظمة قصد التأكد من احترام الأسعار المعتمدة، وكذا من جودة المنتوجات المعروضة للبيع ومعاقبة أي مخالفة يجري ضبطها. وارتباطا بالموضوع، أكد الوزير الأول، عباس الفاسي، حرص الحكومة على ضمان تموين عادي ومنتظم للأسواق المحلية بالمواد الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان المبارك. وذكر بلاغ للوزارة الأولى، أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن عباس الفاسي شدد، خلال ترؤسه أخيرا بالرباط لاجتماع للجنة الوزارية المكلفة بعملية التموين خلال شهر رمضان، على ضرورة توفير كافة الظروف الجيدة من أجل توفير كل المواد الاستهلاكية لتغطية الطلب خلال شهر رمضان المقبل ومراعاة جودتها. كما أبرز ضرورة توفير الضمانات المتعلقة باحترام الأسعار والجودة، واتخاذ كل الإجراءات الزجرية والعقابية في حق المضاربين والوسطاء، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية. وبعدما ذكر بالتوجه الاجتماعي للحكومة، الرامي إلى تقوية آليات الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، وحماية المستهلكين، وتفعيل المقتضيات القانونية لمواجهة التلاعبات والمضاربات التي يمكن أن تحدث خلال هذا الشهر، جدد الوزير الأول التأكيد على حرص الحكومة على توفير كل المواد الاستهلاكية لتغطية الطلب خلال شهر رمضان، مع مراعاة الجودة، وعلى أن تبقى الأسعار في مستوى معقول، خاصة بعد انخفاض أسعار جل المواد الأكثر استهلاكا في الشهور الأخيرة. وأشار إلى أنه بفضل وفرة المحصول الزراعي نتيجة الأمطار، التي شهدتها المملكة خلال هذه السنة، من المتوقع أن تكون الأسواق المحلية ممونة في ظروف جيدة. كما شدد عباس الفاسي على ضرورة تكثيف وتقوية عمليات المراقبة الميدانية في الأسواق ولدى الباعة بالجملة وبالتقسيط، وإقرار حكامة تدخلات هيئات المراقبة المنتمية لمختلف القطاعات الوزارية، وذلك بالتنسيق الجيد في ما بينها في إطار اللجن المحلية المختلطة، والاشتغال وفق برنامج عمل واضح ومدقق. وفي هذا الصدد، أهاب باللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة حالة التموين وتنسيق عمليات مراقبة الأسعار وجودة المواد المعروضة للاستهلاك، أن تقوم بتسريع عملها، وبتكثيف التواصل مع اللجن المحلية، وأن تتخذ الإجراءات القانونية والتدابير الضرورية للاستجابة لحاجيات المواطنين، إضافة إلى مواكبة هذا العمل، باستراتيجية إعلامية وتحسيسية، للحث على ترشيد الاستهلاك والتقيد بالضوابط الأخلاقية والقانونية. أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري أنه سيجري تأمين تزويد السوق المحلية بالطماطم واللحوم الحمراء طيلة شهر رمضان المبارك. وذكر بلاغ للوزارة، أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإنتاج المرتقب للطماطم خلال شهري غشت وشتنبر يقدر بحوالي 220 ألف طن (مقابل 160 ألف خلال رمضان الماضي)، وهو ما سيمكن من تغطية الطلب على هذه المادة خلال هذا الشهر الفضيل. وبالنسبة إلى اللحوم الحمراء، أوضح المصدر ذاته أن دراسة الوضعية الحالية تؤكد أن الإنتاج المتوفر خلال شهر رمضان يبلغ 31 ألفا و500 طن، في الوقت الذي يقدر فيه الطلب ب 32 ألف طن، مضيفا أن تموين السوق بالمنتوجات الأكثر استهلاكا، خصوصا الطماطم واللحوم الحمراء، عرف تقلبات مرتبطة أساسا بالظروف المناخية. وبخصوص الطماطم، سيجري تزويد السوق المحلية، خلال شهر رمضان، بالطماطم الطرية المنتجة في إطار الزراعات الموسمية، وبالطماطم الموجهة للصناعات الغذائية (الطرية والمعلبة)، وبدرجة أقل بالطماطم الناضجة قبل أوانها من مزروعات البواكر لهذا الموسم، خلال النصف الأخير لشهر رمضان. ويتراوح متوسط سعر الطماطم عند الاستهلاك منذ بداية شهر غشت الحالي ما بين 3.8 و5 دراهم للكيلوغرام. وحسب الجودة وأماكن البيع، يضيف البلاغ، لن تعرف أسعار الطماطم خلال شهر رمضان تغيرا ملحوظا، ماعدا الأسبوع الأول، الذي من المرتقب أن يشهد ارتفاعا مهما للطلب. وسيساهم إنتاج طماطم التصبير، المقدر بحوالي 27 ألف طن، الذي سيتزامن نضجها مع شهر رمضان، في تلبية الطلب المرتقب على هذه المادة. وأوضحت وزارة الفلاحة والصيد البحري أن العشرة أيام الأولى من شهر يوليوز الماضي تميزت بارتفاع درجات الحرارة ورياح الشركي، ما سرع من وتيرة نضج المنتوج، وأثر على جودته، مشيرا إلى أن منتوج الطماطم تعرض، خلال هذا الموسم، لانتشار دودة (تيتا ابسوليتا)، التي دخلت المغرب أخيرا انطلاقا من منطقة (بوارك) بإقليم الناظور. وبخصوص اللحوم البيضاء، أكد البلاغ أن موجة الحرارة خلال شهر رمضان لن يكون لها أي تأثير ملحوظ، لكون الدواجن الموجهة لتموين السوق خلال هذا الشهر لم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة، نظرا لصغر سنها. وفي ما يتعلق بتموين السوق، فقد انخفض العرض من الدجاج والديك الحبشي بحوالي 10 إلى 15 في المائة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلت موجة الحرارة، وهو ما يعادل 4000 طن من اللحوم، أي 11 في المائة من عرض هذا الشهر. وانطلاقا من تاسع غشت الجاري، اتجهت الأثمان تدريجيا نحو الانخفاض وبدأت تعود لمستوياتها المعهودة. وأضاف المصدر نفسه أن متوسط الأسعار يترواح إلى غاية اليوم ما بين 14 و14.5 درهم للكيلوغرام الواحد من الدواجن الحية بالضيعات (ما بين 16 و17 درهما بالتقسيط).