جرى اليوم الجمعة لقاء بين مسؤولين مغاربة في خلية الأزمة، وبين ممثلين عن عائلات الطلبة المغاربة في أوكرانيا، من أجل الاستماع إلى استفساراتهم حول الوضعية التي يعيشها أبنائهم جراء الوضع الذي تعرفه المنطقة، وحول الإجراءات التي ستتخذها السلطات المغربية لتسهيل عودة أبنائهم إلى أرض الوطن. وقد استعرض ممثلو الخلية الخطوات الاستباقية التي قامت بها الوزارة منذ تاريخ 12 فبراير 2022، ذلك من خلال إحداثها خلية أزمة لتتبع تطور الأحداث التي تشهدها المنطقة والانعكاسات المحتملة من أجل الحفاظ على سلامة وأمن مواطنها. وفي هذا الاتجاه، قامت خلية الأزمة في سفارة المملكة المغربية في أوكرانيا بوضع أرقام هاتفية رهن إشارة أفراد الجالية المغربية في أوكرانيا، مع نشر بلاغ باسم سفارة الرباط في كييف، أوصى بتوخي الحذر، وبمغادرة أوكرانيا. وعلى الصعيد المركزي، قامت الوزارة بتنسيق مع الجهات المختصة من أجل إنشاء لجنة عهد إليها تدارس تداعيات هذه الأزمة، والإجراءات اللازمة التي ينبغي اتخاذها على مستوى كل قطاع بهدف تسهيل عودة الجالية المغربية إلى أرض الوطن. وفي هذا الصدد أنشأت السلطات المغربية، قبل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، جسرا جويا مباشرا بين المغرب وأوكرانيا، تم تأمينه من قبل شركتي الخطوط الملكية المغربية، والعربية للطيران، كما أن هذا الجسر الجوي المباشر مكن قبل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، من ترحيل 849 مواطنا مغربيا من المقيمين ومن الطلبة، عبر 5 رحلات جوية. كما أن الوزارة وضعت رقمين أخضرين مجانيين رهن إشارة المغاربة القاطنين بأوكرانيا وكذا عائلاتهم بالمغرب للتواصل معهم والإجابة عن مختلف تساؤلاتهم من خلال مركز النداء القنصلي، ذلك في إطار الاستراتيجية العامة التي تنهجها الوزارة والتي تروم الارتقاء بالعرض القنصلي الموجه لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وفي ظل تفشي الخوف والتوتر وسط أولياء الطلبة، أبلغت السلطات المغربية، بضرورة التقيد بالتوجيهات، وتدابير السلامة، التي دعت إليها السلطات الأوكرانية، حفاظا على أرواحهم، وعدم مغادرة أماكن إقامتهم، إلا في حالات الضرورة القصوى، والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات هويتهم الشخصية، والتواصل المستمر مع السفارة المغربية في أوكرانيا. وحصلت عائلات الطلبة المغاربة في أوكرانيا من السلطات المغربية، على رسائل تطمين، تفيد بأن الرباط لجأت إلى الحل البري من أجل الخروج من بلد الإقامة، ذلك وسط إغلاق كامل للمجال الجوي والبحري الأوكراني. ولهذا الغرض تقوم سفارات المغرب في رومانيا وهنغاريا وبولونيا والنمسا بمساعي من أجل الحصول على التراخيص اللازمة لتيسير عملية عبور أفراد الجالية المغربية، مع تقديم كل التسهيلات الإنسانية الضرورية.