تمكن عدد من الباحثين في سلك الدكتوراه من حيازة شهادات تنويهية عن جودة مشاريعهم البحثية، خلال مشاركتهم في الدورة الأولى لأيام الدكتوراه متعددة التخصصات، التي نظمتها الجمعية المغربية للعلوم والابتكار، المعروفة اختصارا ب»MAASI «، أخيرا، بشراكة مع مركز الدكتوراه في جامعة ابن طفيل. جاء ذلك بعد عملية تقييم الأعمال البحثية المقدمة، إذ أعلنت اللجنة المشرفة على ورشات العروض عن أفضل العروض المتميزة من الناحية المنهجية والتواصلية، أعقبها توزيع شهادات حول أفضل العروض، همت حقولا معرفية متنوعة، جمعت ما بين العلوم الاقتصادية، التسيير، العلوم الفيزيائية، العلوم الرياضية والمعلوماتية، العلوم القانونية، العلوم الإنسانية، علم الاجتماع، علوم البيئة، علوم الحياة وعلوم الهندسة. وتبعا لذلك، عرفت فعاليات النشاط العلمي، مشاركة مجموعة من الطلبة الباحثين، بما يفوق 600 باحث وطالب دكتوراه، من المغرب وخارجه، مع مشاركة أزيد من 300 باحث على مدى يومين كاملين من أشغال الدورة، عن بعد، بحضور أساتذة جامعيين وباحثين من مختلف المؤسسات الجامعية المغربية. وتميز برنامج الأيام العلمية بتنظيم مجموعة من الورشات التكوينية، ركزت على منهجية البحث العلمي، تضم تقنيات النشر العلمي، الدراسة الببليومترية، منهجية البحوث السابقة ومنهجيات الدراسة الميدانية الكمية والنوعية مع تطبيقاتها، ضمن ورشات محفزة على المزيد من العطاء والمثابرة. وفي هذا السياق، أبرزت الدكتورة تورية سليماني، عن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني أهمية الخدمات المقدمة من طرف المعهد المغربي للإعلام العلمي والتقني، مقدمة مجموعة من المعطيات حول المجلات العلمية التي تتكلف بنشر الأعمال البحثية، لا سيما المغربية منها ومعطيات أخرى تتعلق بالمحاضرات وشبكة المعطيات التي يجري تحضيرها لفائدة الباحثين المغاربة. وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور أنيس مومني، أستاذ بجامعة ابن طفيل، رئيس الجمعية المغربية للعلوم والابتكار، في تصريح ل»الصحراء المغربية»، عن أهداف اللقاء العلمي الرامية إلى تشجيع وتحفيز طلبة الدكتوراه على تقديم مشاريعهم البحثية ومناقشة مضامينها مع الاستفادة من توجيهات وإرشادات سهر على تقديمها مجموعة من الأساتذة الجامعيين، في محاولة لمنحهم وسائل مساعدة على التقدم بأبحاثهم وعلى مراجعة ذواتهم بخصوص مسلك بحثهم العلمي. وأوضح رئيس الجمعية المغربية للعلوم والابتكار أن الأيام العلمية شكلت فضاء إضافيا، إلى باقي الفضاءات المتعددة المتوفرة لفائدة الطلبة الباحثين، حملت شعار إتاحة الفرصة لجميع الباحثين لمناقشة أعمالهم البحثية، مهما اختلفت الفروع العلمية التي ينتمون إليها، ما شكل أرضية للتلاقي بين مشارب علمية مختلفة، ساهمت في خلق ثروة فكرية منبثقة عن تعدد الأفكار البحثية بين المشاركين، من شأنها أن تحول مشاريعهم إلى مصادر نفع للمجتمع العلمي المغربي. وذكر رئيس الجمعية المغربية للعلوم والابتكار، باندراج هذا العمل في سياق تقليد دأبت مجموعة من الجمعيات العلمية ومراكز ومختبرات الدكتوراه على الصعيد الدولي، على تقديمه، حيث باتت الكثير منها رائدة وتحولت إلى دور لنشر البحث العلمي، إلى جانب مواكبتها للبحث عن طريق دورات تدريبية مكثفة وتمويل مشاريع بحثية وفهرسة البحوث، بإشراف مختبرات بحثية دولية، ما يعكس خبراتها وقدراتها على التواصل مع مجموعة من المراكز البحثية عبر العالم. في المغرب، سلكت مجموعة من الجمعيات العلمية المسار نفسه لخدمة الباحث المغربي، بمساهمة مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختبرات البحثية، بشكل تطوعي، في تأسيس جمعيات علمية تواكب الطلبة الباحثين عبر تنظيم دورات أو تكوينات مفتوحة لجميع الباحثين في سلك الدكتوراه، تهم مجال الطب، العلوم الإنسانية ومجموع العلوم الحقة، كما هو الأمر بالنسبة إلى أكاديمية البحث العلمي ودراسة الدكتوراه ARSED. في مواكبة الباحث في سلك الدكتوراه، بما يساعده على أداء مهمته المطلوبة، في سياق تواجه فيه الجامعات المغربية إكراهات تأطير مجموع الطلبة المتوافدين على سلك الدكتوراه، وبأعداد كبيرة جدا، موازاة مع تعدد انشغالات والمهام الموكولة إلى الأساتذة الباحثين، ما يجعل من هذه الجمعيات العلمية فضاء لإرشاد الطلبة وتوجيههم ومواكبتهم، بالاعتماد على المراجع وعلى الخبراء وعلى الدراسات، يبرز أنيس مومن.