خلصت العديد من الدراسات العلمية الدولية، من ضمنها تلك التي نشرت في المجلة العلمية "أندرولوجي" تحت عنوان "القناع للحفاظ على الاستمرارية"، إلى أن الرجال المصابين بكوفيد-19 معرضون لخطر الإصابة بمشاكل الانتصاب، وفي حالات نادرة العقم بنحو ستة أضعاف مقارنة بغير المصابين بفيروس كورونا المستجد، وقد تكون التطعيمات المعززة ضد الفيروس والالتزام بالتدابير الوقائية تأثير إيجابي يمنع حدوث هذه الاختلالات الجنسية لدى الرجال. وكشفت الدراسة التي شملت 100 رجل ضمنهم 25 مصابون بكوفيد-19، و75 غير مصابين بالداء، أن انتشار الضعف الجنسي أعلى بشكل ملحوظ في مجموعة المصابين بكوفيد-19 بنسبة 28 في المائة مقابل 9،3 في المائة لدى الرجال الآخرين غير المصابين بفيروس كورونا المستجد. وأكدت نماذج الانحدار اللوجستي تأثيرا مهما لكوفيد-19 على تطور الضعف الجنسي بغض النظر عن المتغيرات الأخرى التي تؤثر على وظيفة الانتصاب، مثل الحالة النفسية والعمر ومؤشر كتلة الجسم، وبالمثل، كان الأشخاص المصابون بضعف الانتصاب أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19. وفي السياق ذاته، أشار الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن العمليات الجراحية التي أجريت على الجهاز التناسلي لرجال توفوا بسبب مضاعفات كوفيد-19، كشفت عن وجود الفيروس في الخصيتين، وأثبت كذلك تحليل الأنسجة التي قام بها أطباء جراحون على الجهاز التناسلي لأشخاص مصابين بكوفيد-19 عن وجود آثار للفيروس في الخصيتين. وأوضح حمضي في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن الاستجابة الالتهابية أو عاصفة السيتوكين التي تلي الإصابة بفيروس كوفيد-19، يمكنها أن تعطل حاجز الدم في الخصية، مما يسمح للفيروس بالتسرب إلى الجهاز التناسلي للرجل والدخول إلى الخلايا التي تنتج هرمون التستوستيرون والتأثير على عمل الخصيتين، ما يسبب ضعفا في إنتاج الحيوانات المنوية وإحداث خلل في خصوبة الرجال وقدرتهم الجنسية. وأكد الباحث في السياسات والنظم الصحية أن الإصابة بكوفيد تؤثر على خصوبة الرجال وقدرتهم بشكل متفاوت حسب حالة المصاب، ولا تؤثر على خصوبة النساء وعلى رغبتهن الجنسية. وفي غياب دراسات للكشف عن درجة تأثير الفيروس على نسبة نقص خصوبة الرجال وضعف إنتاج الحيوانات المنوية، أرجح حمضي أن هذا التأثير يتقلص مع الوقت ويسترجع الرجال خصوبتهم، في حين يمكن علاج ضعف الانتصاب عن طريق الأدوية في الحالات المتقدمة، وأوضح أن هناك دراسات تشير إلى إمكانية نقص حجم العضو الذكري بفعل الإصابة بعدوى كوفيد، بسبب الالتهاب الذي يؤثر على نسيج الجهاز التناسلي ويؤدي إلى تقلصه. في المقابل، أشار الخبير الطبي في معرض حديثه عن الدراسة التي نشرت في المجلة العلمية "أندرولوجي" تحت عنوان "القناع للحفاظ على الاستمرارية"، كدليل أولي على العلاقة ما بين ضعف الانتصاب وكوفيد-19، والتي كشفت أن ارتداء الكمامة لتجنب الإصابة بعدوى كورونا المستجد يحمي ويحافظ على القدرة الجنسية والإنجابية لدى الرجال. من جهة ثانية، قطعت دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة "جامانتورك" الطريق أمام الإشاعات التي تفيد أن التلقيح المضاد لفيروس كورونا المستجد يؤثر على خصوبة الرجال وقد تؤدي إلى العقم، حيث أثبتت أن العكس هو الصحيح وأن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ولا سيما الجرعة المعززة تزيد من خصوبة الرجال وتحفز الجسم على زيادة أعداد الحيوانات المنوية.