أعطى عامل عمالة مقاطعات أنفا، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء-سطات، اليوم الثلاثاء، من الثانوية التأهيلية ابن تومرت بمقاطعة سيدي بليوط، انطلاقة عملية تلقيح التلاميذ المتمدرسين الفئة العمرية 12-17سنة، والمنظمة تحت شعار "نلقح وليداتي، نحميهم ونحمي أسرتي ونمكنهم يتابعو دراستهم في أمان". ووفرت الأكاديمية الجهوية 58 مركزا للتلقيح على مستوى الجهة من أجل استقبال 613367 تلميذة وتلميذا من الفئة العمرية 12-17سنة، قصد تلقي الجرعة الأولى من اللقاح. وتستهدف هذه العملية، التي لقيت إقبالا من طرف التلاميذ، مرفوقين بأولياء أمورهم، متمدرسي التعليم العمومي والخصوصي، والتعليم العتيق، ومدراس البعثات الأجنبية بمختلف المديريات الإقليمية للتربية والتكوين بالجهة. وأكدت الأكاديمية أن عملية التلقيح تبقى تطوعية واختيارية ومشروطة بموافقة أولياء أمور المتعلمات والمتعلمين، مهيبة بجمعيات أمهات وآباء التلاميذ وجميع الفاعلين التربويين والشركاء بأن ينخرطوا بكثافة في تعبئة الأسر وتشجعهم على مرافقة أبنائهم نحو المراكز المخصصة لهذه العملية المعلن عنها بالموقع الرسمي للوزارة والأكاديمية، والمديريات الإقليمية، وبصفحاتها على الفايسبوك. وقال عبد المومن طالب، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاء-سطات، إن الحملة تمر في أجواء عادية، يطبعها الارتياح لدى كل المتدخلين في هذه العملية من تلميذات وتلاميذ وآباء وأولياء الأمور، وكذا الأطر الطبية والتربوية. وأوضح طالب، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الأكاديمية عبأت 58 مركزا لتقريب الخدمة كل ما أمكن من التلاميذ بجهة الدارالبيضاء سطات، مشيرا إلى أن عدد التلاميذ الذين سيلقحون يفوق 613 ألف تلميذة وتلميذ. وأعلن طالب تعبئة فرق تربوية وطبية للعملية، إذ خصصت الأكاديمية والمديريات الإقليمية أزيد من 300 إطار تربوي، لمواكبة العملية سواء في الاستقبال أو التنظيم وكل المراحل التي تتطلبها. وأكد عبد المومن طالب أن كل المراكز جاهزة، بعدما خضعت لتعقيم شامل، إلى جانب توفير برتكول صحي لضمان سلامة التلميذات والتلاميذ وأسرهم وكذا الأطر الطبية التربوية. وأبرز أن الحملة تأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية لحماية المواطنات والمواطنين من كوفيد 19، مشددا على أن كل المراكز عبأت الوسائل اللوجستيكية لإنجاحها، كما ستعمل على تطوير وتجويد استقبال التلاميذ. وأفاد طالب أن الأطر المشرفة على العملية مجندة للإنصات إلى كل ملاحظات الأسر والتلاميذ وكل المتدخلين من أجل تطوير العمل بهذه المراكز. وعبر مدير الأكاديمية عن شكره إلى كل المتدخلين، على رأسهم الأطر الصحية، التي تقوم بدور مهم جدا لحماية التلاميذ، كما نوه بالعمل الذي قامت به السلطات الترابية وعلى رأسها الوالي والعمال الذين يسهرون على حسن تنظيم هذه العملية، إلى جانب الأكاديمية والمديريات الإقليمية. وأشاد عبد المومن طالب بالإقبال المكثف للتلاميذ على كل المراكز، بفضل الثقة التي جرى كسبها طيلة الفترة التحسيسية، وكذا بفضل إشراك وانخراط جمعيات أباء وأولياء التلاميذ، إلى جانب المديريات الإقليمية ورؤساء مراكز التلقيح الذي قاموا بدور فعال في إيصال المعلومة والتحسيس، متوقعا أن تشهد الحملة إقبالا مكثفا طيلة الفترة المخصصة لها. وسجل، صباح أمس، بمركز التلقيح بثانوية ابن تومرت إقبال مكثف للتلميذات والتلاميذ الراغبين في تلقي الجرعة الأولى من اللقاح، مرفوقين بأولياء أمورهم. وأكد عدد من التلاميذ ممن تلقوا اللقاح على أهمية الاستفادة من التطعيم لحماية صحتهم وصحة أسرهم، وضمان سلامة الجميع، داعين زملائهم ممن لم يقرروا بعد أن يتوجهوا إلى مراكز التلقيح القريبة منهم، للاستفادة من هذه العملية. وعبر المستفيدون عن ارتياحهم للأجواء والتنظيم التي يطبع سير العملية، مؤكدين أنهم تلقوا الجرعات بسلاسة، ودون أية مشاكل، كما أنهم لم يغادروا المركز إلا بعد الاطمئنان على أن الأمور مرت بخير. الانطباع نفسه سجل لدى عدد من أولياء وأمهات التلاميذ الذي توافدوا على المركز، إذ أكدوا بدورهم على أهمية الانخراط في هذه العملية، من أجل الخروج من هذه الأزمة الصحية، بتحقيق المناعة الجماعة، لتأمين الدخول المدرسي. وتجند طاقم طبي وتربوي للسهر على العملية بمركز اللقاح ابن تومرت، إذ جرى وضع تشوير خاص لتنظيم عملية الاستقبال والتسجيل، وصولا إلى مرحلة التطعيم، ثم مغادرة المركز. وحسب أحد الأطر الطبية المشرفة على العملية، فإن التلميذ وبمجرد وصوله إلى المركز، يجري تسجيله، بعد موافقة ولي أمره وتوقيعه، ثم بعد ذلك يتوجه إلى القاعة المخصصة للتلقيح ليجري تسجيله إلكترونيا. وأوضح المصدر ذاته أنه بعد قيام طبيب بتدوين ملاحظاته حول التلميذ المستفيد، والتأكد بأنه يمكن له الحصول على الجرعة، يجري تطعيمه، ثم يخضع للمراقبة الطبية مدة 15 دقيقة داخل المركز، وعند التأكد من عدم وجود أية مشاكل أو مضاعفات، يتم السماح له بمغادرة المركز. وكانت الأكاديمية الجهوية أعلنت أن عملية التلقيح تأتي استجابة لتوجيهات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خاصة تلك المرتبطة بالإعداد لإنجاح محطة الدخول الدراسي 2021-2022، وباقي المحطات من السنة الدراسية، وتنفيذا للمخطط الجهوي الذي وضعته الأكاديمية بتنسيق مع السلطات الترابية. كما تأتي، تضيف الأكاديمية، أخذا بالاعتبار التطور المقلق لمؤشرات الحالة الوبائية في بلادنا عامة وجهة الدارالبيضاء سطات على وجه الخصوص، ومن أجل تسريع وتيرة التلقيح في أفق تحقيق المناعة الجماعية، ولتأمين انطلاق الدخول المدرسي 2021-2022 في شروط ملائمة، وبناء على توصيات اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وما أثبتته التجارب الدولية من فعالية للقاحي سينوفارم وفايزر، وسلامتهما عند هذه الفئة العمرية.