مازال طلبة إقليمخنيفرة، الذين يتابعون دراستهم بكليات مدينة مكناس، لم يستفيدوا من إنشاء مراكز القرب لاجتياز الامتحانات بمدينتهم، علما أنهم سبق أن طالبوا في عدة مناسبات من إدارة جامعة مولاي إسماعيل بالعاصمة الإسماعلية، الاستفادة من خدمة مراكز القرب إسوة بباقي الطلاب بكافة التراب الوطني. وحسب إفادة الطالب (م.أ) القاطن بمدينة خنيفرة، الذي يتابع دراسته بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بمكناس، فإن طلبة المناطق الجبلية، الذين يعدون بالآلاف، يعيشون صعوبات جمة، ويعانون مشكل التنقل إلى مدينة مكناس للالتحاق بكلياتهم لاجتياز الامتحانات. وازداد الأمر تعقيدا بعد تفشي فيروس كورونا الذي قيد حركة التنقل. وأضاف المصدر ذاته، أن مجموع الطلبة المسجلين برسم الموسم الدراسي 2020-2021 حوالي 4700 طالبة وطالب في جميع التخصصات، مقسمة على ثلاث كليات، منها كلية الحقوق، وكلية العلوم، وكلية الآداب التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس. وقال المصدر نفسه، إنه منذ بداية الموسم الدراسي الحالي "ونحن نطالب بتوفير مراكز القرب للاجتياز الامتحانات في ظروف آمنة وسليمة، مع العلم أن الجامعة وفرت هذه الخدمة في شتنبر من سنة 2020، وكانت التجربة ناجحة، ولا ندري ما هي الحيثيات التي أدت لعدم إعادة التجربة ذاتها هذا الموسم؟". وأضاف المصدر ذاته "في ظل هذه الأزمة، ومن أجل سلامة الطلاب من خطر الإصابة بالفيروس، فإن مجموعة من الجامعات بالمملكة قامت بإنشاء مراكز القرب لطلابها، وقد ذهبوا حتى إلى اتخاذ قرار إجراء الامتحانات عن بعد، وبطريقة (QCM) أي بنظام التقييم القائم على الأسئلة ذات الأجوبة متعددة الاختيارات، وكانت هذه التجربة أيضا ناجحة، خصوصا في هذه الأيام العصيبة. متأسفا على "إقصاء" طلبة خنيفرة من هاتين الخدمتين. وأوضح المصدر نفسه قائلا "إننا نعاني الأمرين في سبيل الالتحاق بكلياتنا في ظل ظروف غير ملائمة، شأننا في ذلك شأن أغلبية الطلبة بالمناطق الجبلية، قواسمنا مشتركة، لأن الجميع يعيش في ظروف ومحن متشابهة". واسترسل موضحا أنه "خلال كل سفر من قريتي إلى مدينة خنيفرة في اتجاه مدينة مكناس للالتحاق بكليتي، أبحث في أحسن الأحوال عن مكان في إحدى سيارات النقل السري المهترئة، ومن ثمة تبدأ المعاناة مع المنعرجات وطول المسافة، التي تصل إلى 30 كلم تقريبا عن مدينة خنيفرة و120 كيلومترا عن مدينة مكناس". وناشد هذا الطالب المتضرر كافة المسؤولين المرتبطين بقطاع التعليم للتدخل، لحل هذا المشكل، خصوصا أن طلبة جميع أسلاك الإجازة الأساسية مقبلون على الامتحانات الاستدراكية للدورة الخريفية 2021.2020 التي تجرى ابتداء من اليوم 8 مارس2021. بدورها، ترى (ف.أ) طالبة بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بمكناس، أن مطالب زملائها "مطالب مشروعة"، وتتمنى أن تتحقق في الأيام المقبلة، مناشدة الهيئة المسؤولة، وخصوصا رئاسة الجامعة، أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المطالب، وتخفف عن طلبة خنيفرة الذين يعيشون وضعية صعبة، فمنهم من لم يستفد من المنحة الدراسية أصلا، ناهيك عن مصاريف السكن في ظل ارتفاع السومة الكرائية خلال فترة الامتحانات.