احتضن مقر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة ابن جرير، أمس الخميس، حفل توقيع اتفاقيتين للشراكة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حول مشاريع تلائم حاجيات سوق الشغل على المستوى الوطني، خاصة فيما يتعلق بمواكبة مدن المهن والكفاءات. وتندرج هاتان الاتفاقيتين، التي وقعهما كل من لبنى اطريشا، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وهشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، في إطار البرامج المهيكلة لخارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني. وتروم الاتفاقية الأولى، تطوير العرض التكويني الجديد المخصص لمهن الرقمية والذكاء الاصطناعي، والصناعة 4.0، والصحة، والفلاحة، والسياحة والطاقات المتجددة من أجل مواكبة إعادة هيكلة عرضه التكويني وتموقعه في القطاعات المبتكرة والواعدة. وتضم محاور الشراكة بين المؤسستين أيضا تطوير مقاربات جديدة ومبتكرة للتعلم، على غرار التعلم الرقمي Digital learning مع إنشاء مختبر للتعلم الرقمي، ورقمنة المحتويات البيداغوجية، علاوة على إقامة فضاءات بيداغوجية مبتكرة ( فضاءات الابتكار، ومصنع رقمي، وحاضنة للمقاولات، ومكتبة وسائطية..). أما الاتفاقية الثانية، تهم تصميم وتعميم برنامج مبتكر خاص بإحداث المقاولات، وذلك بالنظر لأهمية إحداث المقاولات باعتبارها من الكفاءات الأساسية التي يسعى الشباب لاكتسابها، حيث يعتمد مكتب التكوين المهني وانعاش الشغل على خبرة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية. وبمقتضى هذه الاتفاقية، سيتم الارتكازعلى منهج تكميلي يمكن المتدربين من متابعة تكويناتهم الحضورية والافتراضية، ومتابعة الورشات واللقاءات مع المقاولين، فضلا عن القيام بتجارب تمكنهم من الانغماس في عالم ريادة الأعمال وتعزز لديهم روح المقاولة والكفاءات الخاصة المرتبطة بها. ويتعدى هذا البرنامج المبتكر النهج الكلاسيكي الفردي للتعلم النظري إلى نهج جماعي يمكن المتعلمين من خوض تجربة حقيقيية ترتكز على التعلم عن طريق الفعل Learning by doing مما يساهم في تسهيل انفتاحهم الشخصي والمهني. ويرمي البرنامج المبتكر الخاص بإحداث المقاولات، حث المتعلم على أن يكون فاعلا، وأن يكون رياديا في حياته ويعمل على إيجاد الحلول لمختلف الصعوبات، ويقدم خدمات تلائم حاجيات كل من الزبون والمقاولة. وذلك من خلال ثلاث مراحل تتمثل في التحسيس والاستيعاب ثم تعميق الأساسيات والوسائل واستوديو المحاكاة. وبالإضافة إلى مدينة بنجرير، سيتم تعميم هذا البرنامج على جهات سوس ماسة، والشرق، والعيون-الساقية الحمراء، وهي الجهات التي ستعرف انطلاقة مدن المهن والكفاءات خلال الموسم التكويني 2021-2022. وستواكب هذه الشراكات الجديدة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في مرحلة تحوله وستخلق أوجه حقيقية للتآزر في مواجهة تحديات ورش إعادة هيكلة التكوين المهني بالمغرب.