سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التلاميذ عادوا إلى مقاعدهم الدراسية بعمالات الدارالبيضاء تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمدرس عبد العالي السعيدي يؤكد القيام بالاستعدادات اللازمة وتجند الأطر الإدارية والتربوية لإنجاح نمط التعليم الحضوري
دبت الحياة من جديد، اليوم الاثنين، في صفوف المؤسسات التعليمية بعمالات الدارالبيضاء، وعاد التلاميذ إلى أقسامهم ومقاعدهم الدراسية التي هجروها لأشهر بسبب انتشار وباء كوفيد 19، الذي ألزمهم على متابعة دروسهم عن بعد. وتزامنت هذه العودة إلى الدراسة الحضورية مع الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، الذي يصادف 5 أكتوبر من كل سنة. وحرصت المؤسسات التعليمية صباح اليوم على استقبال التلاميذ بشكل تدريجي حسب المستويات من أجل تقسيمهم إلى أفواج، ومدهم باستعمالات الزمن. وعاينت "الصحراء المغربية" حرص العاملين عند بوابة بعض المؤسسات على مراقبة ارتداء التلاميذ للكمامات الواقية، وقياس حرارتهم، قبل الولوج، إضافة إلى إلزامهم باتباع علامات التشوير، والتعقيم المستمر، قبل الالتحاق بالأقسام التي جرى فيها احترام التباعد الاجتماعي. وقال عبد العالي السعيدي، المدير الإقليمي للمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان، إن اليوم هو أول يوم من اعتماد نمط التعليم الحضوري بالتناوب، بعدما كانت المؤسسات التعليمية بمدينة الدارالبيضاء تعتمد خلال شهر شتنبر نمط التعليم عن بعد، اعتبارا للحالة الوبائية التي تعيشها المدينة. وأوضح السعيدي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المؤسسات دخلت الآن مرحلة نمط التعليم الحضوري بالتناوب، الذي نعتمد فيه نصف حصة داخل المؤسسة التعليمية، ونصف حصة أخرى تعتمد أنشطة للتعلم الذاتي داخل البيت. وأضاف السعيدي أن المديرية الإقليمية قامت بمجموعة من الاستعدادات في الجانب التربوي من خلال إعداد جداول الحصص للأساتذة، واستعمالات الزمن الملائمة، وكذا تكييف المضامين من طرف المفتشين، مشيرا إلى القيام، أيضا، باستعدادات مادية من خلال الحرص على نظافة المؤسسات وتعقيمها، وتوفير المعقمات، والتشوير داخل فضاءات المؤسسات، واعتماد التباعد الاجتماعي، وهي كلها مقتضيات ينص عليها البرتوكول الصحي المعتمد من طرف وزارة التربية الوطنية في هذا الباب. وتمنى المدير الإقليمي أن يلتزم الجميع بهذه المقتضيات، داعيا الأمهات والآباء إلى مؤازرة ومساندة المؤسسات التعليمية في هذا المجال، من خلال تأطير أبنائهم وتحسيسهم بأهمية اعتماد مقتضيات البروتكول الصحي. وأكد أن الأطر الإدارية والتربوية مستعدة ومجندة من أجل إنجاح هذا النمط من التعليم الحضوري، خصوصا أن التواصل المباشر مع التلميذات والتلاميذ يبقى أفضل وسيلة لتحقيق الغاية. من جانبه، أفاد حميد الفجر، مدير مدرسة المقدسي، التابعة للمديرية الإقليمية الفداء مرس السلطان، أن مؤسسته قامت كباقي المؤسسات على صعيد المديرية الإقليمية بإعداد البروتكول الصحي الخاص بها، من خلال التعقيم والتباعد وإعداد مجموعة من الملصقات التحسيسية داخل فضاءات المؤسسة. وأضاف الفجر، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن البروتكول الصحي يهدف إلى تأمين الدخول المدرسي، والحفاظ على سلامة التلاميذ وهيئة التدريس والإدارة، كما أنه يؤمن التعليم الحضوري ويضمن استمراريته. وأوضح الفجر أنه بصفته رئيسا للفرع الإقليمي لجمعية التنمية والتعاون المدرسي، قام بتنسيق مع المدير الإقليمي بتوفير مواد التعقيم، والكمامات الواقية لمجموع المؤسسات التعليمية الابتدائية بالمديرية، حيث بلغت نسبة التغطية مائة في المائة. وذكر أن هذه الخطوة تسعى إلى تأمين الدخول المدرسي الحضوري، مقدما التهاني لأطر هيئة التدريس للاحتفال باليوم العالمي للمدرس. وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قررت ابتداء من اليوم الشروع في اعتماد التعليم الحضوري بجميع الأسلاك التعليمية بمؤسسات التعليم المدرسي والمؤسسات الجامعية ومؤسسات التكوين المهني العمومية والخصوصية وكذا بالمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية، بكل من عمالات مقاطعات الدارالبيضاء أنفا والفداء مرس السلطان والحي الحسني وعين الشق والحي المحمدي عين السبع، وابن مسيك ومولاي رشيد وسيدي البرنوصي. وأعلنت الوزارة، إلى علم عموم التلاميذ والطلبة والمتدربين والأطر التربوية والإدارية وآباء وأمهات وأولياء أمور المتعلمات والمتعلمين، أن هذا القرار يهم التلميذات والتلاميذ الذين عبرت أسرهم عن رغبتها في استفادتهم من هذا النمط التعليمي، وكذا الطلبة والمتدربين الذين اختاروا هذا النمط التكويني، مع الالتزام التام باحترام البروتوكول الصحي، وما يقتضيه ذلك من تدابير احترازية للوقاية من تفشي جائحة "كوفيد 19"، المعمول بها بالمؤسسات التعليمية والتكوينية. وأوضحت الوزارة أن القرار اتخذ استنادا إلى بلاغ الحكومة بخصوص الحالة الوبائية بعمالات الدارالبيضاء الصادر يوم الخميس فاتح أكتوبر 2020. وأشادت الوزارة بالانخراط الإيجابي لكل الأطر التربوية والإدارية، وكذا الأمهات والآباء والشركاء والمتدخلين واستجابتهم بكل مسؤولية لمتطلبات التكيف السريع والأجرأة الناجعة لنمطي التعليم الحضوري وعن بعد الذين فرضهما تطور الحالة الوبائية ببلادنا، داعية إياهم إلى مواصلة التعبئة المعهودة فيهم من أجل ضمان تحصيل دراسي آمن يحفظ سلامة وصحة المتعلمات والمتعلمين والأطر التربوية والإدارية.