أنشأت وزارة الداخلية ووزارة الصحة مستشفى ميداني جديد بجماعة سيدي يحيى الغرب لاستقبال المصابين بفيروس كورونا المستجد، إثر ظهور بؤرة مهنية لوحد إنتاجية للفواكه الحمراء بجماعة لالة ميمونة التي تبعد على مدينة القنيطرة بأكثر من 109 كلم. وأعلن عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، السبت الماضي، عن إنشاء هذا المستشفى الميداني الجديد لتقديم العلاجات الضرورية للمصابين، الذين تجاوز عددهم أكثر من 700 مصاب أغلبهم نساء. والرفع من درجة الاستنفار لمحاصرة انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث فرضت وزارة الداخلية قيود احترازية للحجر الصحي، مرفوقة بإجراءات الوقاية وتثبيت نقط مراقبة، بالجماعات والأقاليم المجاورة لجماعة لالة ميمونة، كما قررت المصالح الأمنية إغلاق المنافذ المؤدية لأقاليم العرائش ووزان والقنيطرة للحد من حركة تنقل الأشخاص وتنزيل كافة الاحتياطات الوقائية الضرورية. ودعا وزير الداخلية جميع المواطنين بهذه الجماعات بإلتزام الحجر الصحي التام حتى يتم التمكن من محاصرة انتشار الفيروس، مبرزا أن اكتشاف حالات الإصابة بهذه البؤرة الوبائية جاء بعد إجراء تحاليل مخبرية روتينية تنجز في جميع الوحدات الصناعية والتجارية وغيرها، ومؤكدا أن عملية إجراء التحاليل ستشمل جميع مخالطي الحالات المصابة. من جهته، أكد مصدر أمني، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، تعبئة واستنفار السلطات المحلية والاقليمية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، ورجال الوقاية المدنية، بعد ظهور عدد من الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا. وقال "عملت السلطات على تجميع عشرات سيارات الإسعاف منذ الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضية، واستعانوا بالحافلات، لنقل كل المصابين بسرعة إلى المستشفى الخاصة بوباء فيروس كونا المستجد بابنسليمان نواحي الدارالبيضاء لتلقيهم العلاج. في الوقت الذي تم نقل المخالطين، في مرحلة أولى، إلى الحي الجامعي بالقنيطرة في انتظار نتائج الفحوصات المخبرية لمعرفة وضعيتهم الصحية. من جانب آخر، أكد رشيد بنمنصور، إطار بوحدة انتاجية للفواكه الحمراء بسيدي علال التازي، في تصريح مماثل، تفتيش لجنة للمراقبة الصحية، تتكون من السلطات المحلية والدرك الملكي، لوحدتهم الانتاجية. وقال "زارتنا لجنة المراقبة، وبعد معاينتها ووقوفها على سير العمل بالوحدة الإنتاجية، هددوا صاحب الوحدة بالإغلاق إذا لم يلتزم بطرق الوقاية وكافة التدابير الصحية. ونبهوه إلى ضرورة التخفيف من عدد العاملات، واشتغالهن في أماكن تحترم فيها مسافة الأمان مع التعقيم المستمر لأماكن عملهم ووضع الكمامات الواقية والقفازات"، كاشفا أن لجنة المراقبة منحت صاحب الوحدة الإنتاجية مهلة يومين للالتزام بكافة التدابير وشروط السلامة. وأضاف "بعد انصرام مدة المهلة زارتنا اللجنة نفسها للمرة الثانية واطلعت على ظروف العمل ومدى الالتزام بقواعد السلامة". وتفاعلا مع حدث ظهور هذه البؤرة الوبائية، عبّر منتدى المناصفة والمساواة عن قلقه لحجم الإصابات بالفيروس خلال المراحل الأخيرة للقضاء على كورونا المستجد، والاستعداد للإعلان عن تدابير تخفيف الحجر الصحي، داعيا إلى إجراء تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات في هذا الانفجار الوبائي مع ترتيب المسؤوليات والجزاءات في حق كل من ثبت تورطه في وقوع هذه المأساة المجتمعية. كما تابع المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان التطورات الخطيرة لتفشي وباء كورونا بين العاملات والعمال الفلاحيين بمنطقة لالة ميمونة، مشيرا إلى أن أعداد المصابين وصلت لأرقام مخيفة ولازال الوضع مرشحا لظهور مزيد من الحالات.