شرع معهد باستور المغرب في إجراء دراسة حول التسلسل الجينومي للسلالات المغربية لفيروس سارس كوف 2COV، بتعاون مع معهد باستور باريس، وذلك باستعمال التقنية الحديثة NGS، لحوالي 20 سلالة الفيروس المكتشفة في المغرب من قبل مختبر الفيروسات الناشئة والخطيرة بالمخبر المرجعي الوطني لمعهد باستور المغرب بالدار البيضاء، الذي يتوفر على الخبرة والإمكانيات البشرية المؤهلة والتقنيات الحديثة التي تسمح بإجراء هذا النوع من الدراسات المخبرية. في الحوار التالي، يقدم الدكتور عبد الرحمان المعروفي، مدير معهد باستور المغرب، توضيحات حول أهمية الدراسة وخلاصاتها الأولية وفائدتها الوقائية من الفيروس. بداية، ما هي الدوافع التي كانت وراء إجراء مثل هذه الدراسات، وما أهميتها؟ تكمن أهمية إنجاز هذه الدراسات في ما تتيحه من إمكانات لفهم دينامية انتشار الفيروسات الوبائية وفهم كيفية تطور خطورتها وعواملها المرضية، كما تمكننا من تطوير آليات تشخيص الأمراض الفيروسية وطرق علاجها أو الوقاية منها عن طريق اللقاحات. ما طبيعة السلالة الجينية المتعرف عليها التي تنتشر في المغرب؟ الدراسة المنجزة خلصت إلى أن الخصائص الجينية لسلالات "سارس COV2 المستوردة إلى المغرب، لها تسلسل جيني متجانس مع السلالات التي تم تداولها في البداية في بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وايطاليا. و تبين أن جميع سلالات فيروس سارس COV2، موضوع الدراسة، تنتمي إلى المجموعة نفسها، مع تنوع جيني طفيف جدا. هل التعرف على السلالة الجينية للفيروس يساعد على إنتاج لقاحات على الصعيد الدولي؟ طبعا، فكما أسلفت، فإن هذه الدراسات تساعد على البحث في تطوير لقاح لعلاج "كوفيد -19 " بحيث إن سلالات الفيروس يمكن أن تختلف بحيث قد لا يكون اللقاح الموجه إحدى السلالات فعالا عن الأخرى، والهدف إذن هو تطوير لقاح يمكن أن يحمي ضد جميع سلالات الفيروس، مما يعني أن الخطوة الأولية والضرورية هي تحديد التسلسل الجينومي للسلالات الفيروسية.