برر الأسد انتكاسات لحقت بالجيش في الآونة الأخيرة بأنها جزء من طبيعة الحرب. وكان مقاتلون إسلاميون من بينهم مسلحو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قد سيطروا الشهر الماضي على بلدة جسر الشغور الواقعة بمحافظة إدلب ليقتربوا بذلك من محافظة اللاذقية السورية التي تسيطر عليها الحكومة. وقال الأسد في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي "والآن إن شاء الله سوف يصل الجيش قريبا إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور من أجل متابعة المعركة من أجل دحر الإرهاب". وأدلى الأسد بالتصريحات خلال مناسبة لإحياء ذكرى الشهداء في مدرسة بموقع غير معلوم. وكان الأسد في ذلك الظهور العلني النادر محاطا بحشود كانت تهتف له بينما كانت قوات الأمن تحاول إبعاد الحشود المتزايدة. وفي أول تصريحات منذ أن استولى مقاتلو المعارضة على جسر الشغور ومدينة إدلب في نهاية مارس قلل الأسد من شأن مثل هذه الانتكاسات قائلا إن لكل حرب مكاسب وخسائر وإن القوات المسلحة السورية لن تفقد عزمها. وأضاف "الهزيمة النفسية هي الهزيمة النهائية ولكن أنا لست قلقا منها". وذكر أن القوات السورية تشن حربا دون هوادة وتحقق مكاسب لكنها اضطرت في بعض المرات للتراجع عندما استدعى الموقف. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك تشتد حول المستشفى الواقع على المشارف الجنوبية الغربية لجسر الشغور حيث يحاصر مقاتلو المعارضة قوات الحكومة ومقاتلين متحالفين معها. ومنيت القوات الحكومية بسلسلة انتكاسات في ارض المعركة واقترب المقاتلون الإسلاميون من معقل الأسد في المناطق الساحلية. واستمر القتال أمس الأربعاء بين القوات الحكومية والمقاتلين الإسلاميين في اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقالت وسائل الاعلام الحكومية السورية إن الجيش حقق تقدما في ريف اللاذقية بشمال البلاد وقتل الكثير من مقاتلي النصرة. من جهة أخرى، قال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية إن مقاتلي الجماعة هاجموا اجتماعا لقادة جبهة النصرة ومتمردين آخرين في سوريا في منطقة على امتداد الحدود اللبنانية السورية مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. وأرسلت الجماعة الشيعية وهي حليف قوي للرئيس السوري بشار الأسد مئات من مقاتليها للقتال إلى جانب قواته. وقالت القناة التلفزيونية إن العملية ضد جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا نفذت في منطقة جبلية وعرة على امتداد الحدود التي تشهد اشتباكات بين الحين والآخر. وذكر التلفزيون أن المقاتلين قتلوا ثلاثة من زعماء المسلحين بينهم القائد المحلي لجبهة النصرة. وقال التلفزيون في وقت لاحق إن الجيش السوري وحلفاءه -في إشارة إلى حزب الله- استولوا على جزء من تل استراتيجي في منطقة خربة النحلة الحدودية في شرق لبنان التي تشرف على منطقة القلمون الجبلية السورية حيث يتحصن مقاتلون سوريون متشددون. وقال زعيم جماعة حزب الله يوم الثلاثاء إن الجماعة اللبنانية ستنفذ هجوما داخل سوريا ضد مسلحين مرتبطين بالقاعدة في المنطقة الجبلية على امتداد الحدود بين البلدين. ولم يحدد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله موعدا لبدء الهجوم لكن وسائل إعلام محلية والمعارضة السورية تكهنت بأن الهجوم يمكن ان يبدأ في منطقة القلمون. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن هجوم اليوم وقع في تلك المنطقة.