جاء تنفيذ هذه الضربة الاستباقية في عمليتين منفصلتين، كشفت وزارة الداخلية معطيات بشأنهما في بلاغين أصدرتهما أول أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، توصلت "المغربية" بنسخة منهما. في العملية الأولى، أكدت الداخلية أن الخلية المفككة في فاس متخصصة في استقطاب وإرسال متطوعين مغاربة للقتال ضمن صفوف ما يسمى ب"الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وأوضح المصدر نفسه أن التحريات أظهرت أن زعيم هذه الخلية تربطه علاقات وطيدة بقياديين ميدانيين في صفوف التنظيم الإرهابي السالف الذكر، إذ يعملون بمعيته على تنسيق عمليات التحاق المتطوعين الجدد بالساحة السورية العراقية، من أجل إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة حول استعمال مختلف الأسلحة المتطورة، بالمعسكرات التابعة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية". وذكر أن التحريات أكدت أن أعضاء هذه الخلية، الذين بايعوا الأمير المزعوم لهذا التنظيم، توصلوا بمبالغ مالية مهمة من الخارج، خصصت لتأمين المصاريف اللازمة لسفر هؤلاء المقاتلين لهذه البؤرة المتوترة، مشيرا إلى أن المشتبه بهم سيقدمون إلى العدالة فور انتهاء البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. أما العملية الأمنية المتعلقة بعصابة تهريب المخدرات، فإن بلاغ وزارة الداخلية أكد أنها جاءت بناء على مجهودات حثيثة بذلت لتفكيك الشبكة الإجرامية المتورطة في محاولة تهريب كمية 1550 كلغ من مخدر الشيرا، المحجوزة أخيرا بمدينة سلا. وأكد المصدر نفسه أن الأبحاث الأولية، التي تشرف عليها فرقة محاربة الجريمة المنظمة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أبانت عن وجود علاقة مشبوهة بين الشخص الموقوف وعميد للشرطة تابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي جرى إيقافه هو الآخر، وكذا دركيين جار البحث لتحديد هوياتهم، مشيرا إلى أن التحريات متواصلة للكشف عن باقي خيوط هذه العصابة الإجرامية، تحت الإشراف الفعلي والمباشر للنيابة العامة المختصة. يشار إلى أن المكتب المذكور تمكن، في أول عملية له، من إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف المملكة، بعد تفكيك خلية تربط صلة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وأكد بلاغ للداخلية أن عناصر الخلية جرى إيقافها بكل من مدن أكادير، وطنجة، والعيون، وأبي الجعد، وتيفلت، ومراكش، وتارودانت، وعين حرودة، والعيون الشرقية، مشيرا إلى أنها "كانت تستعد لتنفيذ مخطط إرهابي خطير يستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة". وكشف المصدر نفسه أنه عثر بأحد البيوت الآمنة بأكادير، التي أعدت من طرف عناصر الشبكة، على أسلحة نارية وكمية كبيرة من الذخيرة الحية، كانت ستستعمل في تنفيذ عمليات اغتيال شخصيات سياسية، وعسكرية، ومدنية كما أظهرت المعلومات المتوفرة لدى المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن عناصر الشبكة الإرهابية كانت تخطط لمهاجمة بعض العناصر الأمنية، للاستيلاء على أسلحتها الوظيفية، من أجل استعمالها في هذا المخطط الإجرامي.