جرى خلال هذا الحفل، الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، توزيع الجوائز على الصحافيات المغربيات، تقديرا لمهنيتهن في بلدان إقامتهن، ولمجهوداتهن في تشريف بلدهن خارج الحدود. وقال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إنها مناسبة للتعبير عن الاحترام والاعتراف لجميع النساء المغربيات، بعد التكريم الذي حظيت به، العام الماضي، النساء المغربيات الباحثات في المجالات العلمية من جميع أنحاء العالم، مؤكدا أنه تكريم موجه لجميع النساء المغربيات المقيمات في الخارج، خاصة اللواتي يعملن في مجال الصحافة في القارات الخمس. وتميز الحفل بمناقشة إمكانية إنشاء شبكة للصحافيات المغربيات في المغرب والخارج، إذ أجمعت المشاركات على التأكيد بضرورة عقد لقاء من أجل الإعداد للإطلاق الرسمي لهذه الشبكة، بهدف إرساء تبادل للمعارف والخبرات بين مختلف الصحافيات المغربيات حول العالم. واعتبرت الصحافيات هذه الفكرة مبادرة ستدعم قدرات الصحافيات وتعزز كفاءتهن وجودة عملهن خارج الحدود، وبالتالي نقل تلك الصورة المشرفة للمرأة المغربية بشكل عام. حضر هذا الحفل أيضا وزير الشؤون الخارجية، صلاح الدين مزوار، ووزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي فاطمة مروان، والمديرة العامة للمكتب الوطني للطاقة والمعادن أمينة بنخضرا. فرح كيناني: على الصحافية المغربية أن تفرض وجودها وتبرز قدرتها على تحمل الضغوطات المرافقة للعمل الصحفي بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث المنافسة الشديدة من بين الصحافيات المكرمات، الصحافية والزميلة فرح كناني التي عملت في منابر إعلامية داخل المغرب، كان آخرها "المغربية"، قبل هجرتها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تواصل مسارها بالحس المهني والتفاني نفسيهما، ليكون تكريمها اليوم بين زميلاتها في المهجر اعترافا بما يمكن للمرأة المغربية أن تبذله من مجهودات لتقديم صورة حقيقية عنها في الخارج بعيدة عن النمطية والابتذال. ماذا يعني لك هذا التكريم بعد مسار صحفي متميز لمدة 7 سنوات بالمغرب، وقررت استكماله في الولاياتالمتحدة منذ أزيد من 13 سنة؟ أولا، أشكر الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لتكريمها هذه السنة المرأة المغربية المهاجرة العاملة في مجال الصحافة والإعلام. شعوري طبعا ممزوج بالفرح والفخر، لكون هذا التكريم صادر عن جهة رسمية مغربية. فكما تعلمين، قد يعترف بنا العالم، ويظل إحساسنا بالنجاح ناقصا إلى أن يأتي التقدير من البلاد الأم. وقد أتى، فالحمد لله. ما هي وضعية الصحافية المغربية في الخارج اليوم؟ هل هناك ما يشجعها للعمل في ظروف جيدة؟ هي وضعية لا تختلف كثيرا عن مثيلتها الأمريكية، طالما هي على دراية بما يتطلبه العمل الصحفي من مصداقية وسرعة بديهة، وكذا حنكة في التفرد بالأخبار. أما في ما يتعلق بالتشجيع، فأظن أن عليها أن تفرض وجودها وتبرز قدرتها على تحمل الضغوطات المرافقة للعمل الصحفي بالولاياتالمتحدةالأمريكية حيث المنافسة الشديدة. وللإشارة، فهناك عدد لا يستهان به من الصحافيات المغربيات في مجموعة من المنابر الإعلامية الأمريكية، وخاصة الإلكترونية. هل هناك إكراهات معينة قد تعرقل عملها ومتابعة مسارها في أحسن الظروف؟ لا أظنها عراقيل مقترنة بالعمل الصحفي بشكل خاص، بقدر ما هي صعوبات تواجه أي امرأة عاملة في مجال يحتم عليها العمل خارج البيت لساعات طويلة، مع ضرورة السفر أحيانا. الوجود بالمهجر يحتم على المرأة وزوجها أن يكونا سندا لبعضهما البعض، حتى يتمكن كلاهما من القيام بعملهما على أكمل وجه. فالحياة بالمهجر تعني حياة بعيدة عن الأهل والأحباب الذين كان يكفي أن نهاتفهم ليهرولوا بغية تقديم يد المساعدة. ما هي رسالتك للصحافيات المغربيات بوجه خاص؟ أتاح لي التكريم، الذي تشرفت به، فرصة اللقاء بصحافيات مغربيات يعملن بالمغرب وخارج المغرب. صحافيات اعتبرهن فخرا للمرأة المغربية خصوصا، وللمواطن المغربي على العموم. لهن أقول واصلن عملكن المتميز، وثابرن -أينما كنتن-على إبراز شخصيتكن المغربية المتفردة بمزجها للأصالة والمعاصرة. عدا ذلك، فأرجو من زميلاتي أن يتذكرن أن طفلة اليوم هي امرأة الغد، التي نحتفي بها كل ثامن من مارس. لذا يجدر بنا التركيز على تحرير وتغطية المواضيع والبرامج التي تجعل هذه الطفلة فخورة بأصولها المغربية. تكوين امرأة عالمية فخورة بمغربيتها يحتاج إلى تضافر جهود العائلة والمدرسة والمثقفين والحكومة..إلخ. ودورنا كصحافيات يحتم علينا إلقاء الضوء على كل ما من شأنه أن يحبب أطفالنا بالمهجر في كل ما يخص جذورهم المغربية.