جاء ذلك، خلال استقبال الرئيس الفلسطيني للوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بحضور سفير المغرب رئيس مكتب تمثيل المملكة المغربية لدى السلطة الوطنية الفلسطينيةبرام الله، محمد الحمزاوي، والوفد المرافق للوزيرة. وأكد الرئيس الفلسطيني، الذي رحب بالوزيرة في أرض فلسطين، الأهمية الكبيرة التي تكتسيها زيارة المسؤولين من الأشقاء العرب لفلسطين دعما لصمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. من جانبها، أكدت أفيلال على المواقف المبدئية والثابتة للمغرب، بجميع مؤسساته ومكوناته الوطنية، بخصوص القضية الفلسطينية العادلة، متمثلة في الدفاع اللامشروط عن كافة حقوق الشعب الفلسطيني والدفع في اتجاه رفع جميع أشكال الحصار والاحتلال، التي مازال يرزح تحتها. وأبرزت الوزيرة، في السياق ذاته، أن القضية الفلسطينية تشكل بالنسبة للمغرب، باستمرار، قضية وطنية ذات أولوية، بعد قضية الوحدة الترابية المقدسة للمملكة. ويأتي استقبال الرئيس الفلسطيني لأفيلال في سياق الزيارة الرسمية التي تقوم بها الوزيرة إلى دولة فلسطين، على رأس وفد يتكون من أطر الوزارة المنتدبة المكلفة بالماء وممثلين عن القطاع الخاص، بدعوة من مازن غنيم، رئيس سلطة المياه الفلسطيني. وتهدف هذه الزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام، إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك، خاصة الدعم المغربي لدولة فلسطين في المجالات التقنية المرتبطة بتدبير الموارد المائية، تفعيلا لالتزامات المغرب في هذا الصدد. وكانت الوزيرة أجرت، صباح أول أمس الثلاثاء، مباحثات ثنائية مع رئيس سلطة المياه الفلسطيني، تلاها لقاء جمع الوفد المغربي ونظيره الفلسطيني، وتم خلاله استعراض أهم الإكراهات والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ما يتصل بالتزود بالماء، بفعل سيطرة وتحكم الاحتلال الإسرائيلي على أهم الموارد المائية، بما فيها تلك التي يفترض أن تكون خاضعة للسلطة الفلسطينية القائمة. كما تم إطلاع أفيلال، بالمناسبة، على حجم الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالمنشآت المائية في قطاع غزة، ما ترتب عنه انخفاض مهول في نسب جودة المياه تسبب في مشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال الفلسطينيين على الخصوص. من جهته، استعرض الوفد المغربي خلاصات الخبرة المغربية الرائدة في مجال تدبير الموارد المائية، لاسيما ما يتعلق بسياسة السدود وتطوير البنية التحتية المائية، المستندة إلى استشارة هندسية وطنية تواكب المشاريع التنموية داخل المغرب وخارجه. وتم الاتفاق بين الجانبين على وضع إمكانيات أولى لتعزيز التعاون المشترك، متمثلة في احتضان مكاتب للدراسات المغربية لأطر سلطة المياه الفلسطينية بهدف تقوية خبراتهم ومهاراتهم، كما تم تأكيد استعداد الوزارة لتقديم كل أشكال الدعم الفني في مجال المنشآت المائية المختلفة، وتأهيل شبكات نقل وتوزيع المياه، وكذا في مجال التطهير السائل. وقامت الوزيرة أيضا، خلال اليوم الأول من زيارتها لفلسطين، بزيارة لضريح الشهيد ياسر عرفات، حيث وضعت إكليلا من الزهور على قبره، وتمت قراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة. كما زار أعضاء الوفد المغربي مركز الهدرولوجيين الفلسطينيين، وهو بمثابة منظمة غير حكومية تشتغل، إلى جانب سلطة المياه، في مجال الماء والتطهير السائل، خصوصا في الأرياف الفلسطينية، حيث تم الاطلاع على أهم البرامج والمشاريع التي يشتغل عليها المركز