كشفت مصادر طبية أن فاتن توفيت مساء أول أمس السبت، في منزلها بالتجمع الخامس بمنتجع القطامية، عن عمر يناهز 84 سنة، إثر هبوط في الدورة الدموية. وقال نقيب المهن التمثيلية في مصر، أشرف عبد الغفور، إن سيدة الشاشة العربية، الفنانة المصرية فاتن حمامة، أوصت بعدم إقامة عزاء لها. ونعت رئاسة الدولة المصرية ببالغ الحزن والأسى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، وقال بيان صادر عن الرئاسة، إن "العالم العربي فقد قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية، وستظل الفقيدة، التي أضفت السعادة على قلوب المصريين والعرب بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزا للفن المصري الأصيل، وللالتزام بآدابه وأخلاقه". ويرى معظم النقاد الفنيين المصريين والعرب أن فاتن بلغت مرحلة النضج الفني مع فيلم "دعاء الكروان" (1959)، الذي اختير واحدا من أفضل ما أنتجته السينما المصرية، وكانت قصته مقتبسة عن رواية لعميد الأدب العربي طه حسين. ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية، وتلاه تمثيلها بطولة فيلم "نهر الحب" (1960)، المقتبس من رواية ليو تولستوي الشهيرة "آنا كارنينا"، وفيلم "لا تطفئ الشمس" (1961) عن رواية إحسان عبد القدوس، وفيلم "لا وقت للحب" (1963) عن رواية يوسف إدريس. وظلت صاحبة "وجه القمر"، حتى آخر أعمالها صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات. ويجمع النقاد أن فاتن حمامة واكبت العصر الذهبي للسينما المصرية، بل كانت من صناعه، كما تميزت في أدوارها بالأنوثة الطاغية، بعيدا عن الإسفاف والإثارة، وأبدعت في التنويع في أدوارها، من البنت الحالمة والرومانسية، إلى الفتاة اللعوب والمغامرة، ومن سيدة المجتمع إلى الفلاحة البسيطة، ومن المرأة الثرية إلى الفتاة الفقيرة. وقال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن الفنانة فاتن حمامة "تركت لنا مزيجا رائعا من الفن العظيم"، مضيفا، خلال برنامج "الشارع المصري" أن فاتن حمامة موهوبة، وكانت مرهفة الحس وظهر ذلك على أدائها الإبداعي، خلال مسارها الفني. ويشير إلى أنها فنانة كانت تملك موهبة مصحوبة بعقل يوجه البوصلة للاتجاه الصحيح، فباتت تختار كبار المؤلفين في أعمالها. وبكى الإعلامي عمرو أديب، على الهواء مباشرة لوفاة فاتن حمامة، وقال إن غيابها يعني غياب الاحترام عن جيل كامل. واعتبر الإعلامي محمود سعد، مقدم برنامج "آخر النهار" أن الفنانة الراحلة تميزت بالرقة والثقافة طيلة مسارها الفني، منذ بدايته وحتى رحيلها. وسيطرت حالة من الانهيار على النجم العالمي عمر الشريف، بمجرد علمه بخبر وفاة رفيقة دربه في الحياة والتمثيل. وكان زوج الراحلة السابق إنه ذهب إليها في منزلها بمجرد علمه بالخبر رفقة ابنه طارق ووزير الآثار الأسبق، زاهي حواس. يذكر أن فاتن حمامة من مواليد عام 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، درست في معهد التمثيل، وتخرجت منه عام 1947. بدأت مسارها الفني من خلال مجموعة من الأدوار الصغيرة بالسينما منذ الطفولة، ومن أول أعمالها، كان دورها وهي طفلة في فيلم "يوم سعيد" عام 1938 مع محمد عبد الوهاب. وتعد إحدى علامات السينما المصرية لتنوع أدوارها وموهبتها التمثيلية الفذة، إذ عملت مع كبار مخرجي السينما المصرية، ولقبت بإجماع بسيدة الشاشة العربية، ومن أهم أفلامها صراع في الوادي، ودعاء الكروان، وإمبراطورية ميم، وأريد حلا، وليلة القبض على فاطمة، كما شاركت بالفيلم الأمريكي "القاهرة".