يأتي عرض الفيلم بالمغرب بعد منح المركز السينمائي المغربي، أول أمس الثلاثاء، تأشيرة عرضه بنسخة معدلة، حصل الاتفاق بشأنها بين المركز والشركة المنتجة ومخرج الفيلم. وأوضح بلاغ للمركز السينمائي المغربي، أنه، فور "اتخاذ لجنة النظر في صلاحية الأشرطة السينمائية قرارا بعدم الترخيص لعرض الفيلم في المغرب، بالنظر إلى إساءته إلى المشاعر الدينية للمغاربة، أجرى مدير المركز، صارم الفاسي الفهري، اتصالاته مع الشركة الأمريكية المنتجة للفيلم ومخرجه ريدلي سكوت". وبعد اتصالات متبادلة اتسمت، حسب البلاغ، بالطابع "الودي والمهني"، وبعد "تفهم التحفظات، التي عبرت عنها اللجنة إزاء بعض مشاهد الفيلم، أبدى مسؤولو الشركة المنتجة "فوكس" ومخرج الفيلم، بشكل استثنائي، قبولهم التحفظات، بحذف مقطعين صوتيين يحيلان على تجسيد الذات الإلهية". وأبرز البلاغ أن مسؤولي الشركة المنتجة لفيلم "الخروج" ومخرجه أكدوا عدم وجود أي نية للمس بمشاعر وقيم المغاربة، والمسلمين بوجه عام. واعتبر المركز السينمائي المغربي أن قراره "دليل تقدير واحترام لمشاعر المواطنين والجمهور المغربي ومؤسساته، وتفنيد واضح وجلي لكافة المخاوف، التي عبر عنها البعض إزاء التداعيات السلبية لقرار المنع على علاقات المغرب مع شركائه الأوفياء". من جانب آخر، وبعدما أعرب عن "ارتياحه الكبير لهذا الحل الإيجابي"، ذكر المركز "الرأي العام بصفة عامة، وعشاق السينما بصفة خاصة، أنه يجب التنويه بالاحترام والتقدير، الذي برهن عليه المسؤولون عن "فوكس" والمخرج ريدلي سكوت"، داعيا إلى "الكف عن محاكمة النوايا إزاء لجنة النظر في صلاحية الأشرطة السينمائية وأعضائها"، مؤكدا أن "اللجنة وأعضاءها لم يقوموا بفعل رقابة، وإنما سهروا على أن يتم احترام القانون وتطبيق نصوصه، كما هو الشأن في كل مكان". وأشار المصدر إلى أنه "ما من دولة في العالم، بما في ذلك الدول الأكثر ديموقراطية، يملك فيها السينمائيون حق قول كل شيء وإظهار كل شيء، باسم حرية الإبداع، ما يؤكد أن احترام حرية الإبداع، شأن أي حرية أخرى، لا يعني المس بمشاعر المواطنين، لاسيما الدينية منها". يذكر أن الفيلم، الذي صور في لندن وإسبانيا ومصر، يروي قصة خروج بني إسرائيل من مصر بقيادة النبي موسى بشكل يناقض ما جاء في القرآن، وما جاء في سفر الخروج في العهد القديم، كما يتضمن الفيلم مشاهد يعتقد أنها تجسد الذات الإلهية في صورة طفل يخاطب موسى، الذي جسد شخصيته الممثل البريطاني كريستيان بيل. وكان الفيلم أثار ضجة إعلامية مع بداية عرضه في الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية، والمكسيك، وإسبانيا، بسبب ما اعتبر مسا بالديانات السماوية الثلاث.