أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز المسرح الكبير للدار البيضاء "كازآرتس"، بما يشكل تجسيدا جديدا للمخطط المندمج لتنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015- 2020). يعكس هذا المشروع الرائد، الذي سيشيد في قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة باستثمار تبلغ قيمته 1،5 مليار درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للنهوض بالثقافة التي تعد أساس تلاحم الأمة وعماد هويتها وأصالتها. ويعتبر "كازآرتس"، الذي سيشكل نقطة التقاء مرجعية للفنون والثقافة وأيقونة معمارية وحضرية بالنسبة للمدينة، رمزا للانبعاث الثقافي والفني لعاصمة المملكة الاقتصادية. كما سيمكن من تحسين ولوج السكان المحليين لبنيات التنشيط الثقافي والفني مع كل ما يرتبط بذلك من تطوير الملكات الفكرية والطاقات الإبداعية. ويروم المسرح المزمع إنجازه، الذي سيشكل فضاء ثقافيا بمعايير دولية، تمكين جهة الدارالبيضاء الكبرى من قطب مخصص للتنشيط الفني والترفيه، من شأنه احتضان التظاهرات الثقافية الوطنية والدولية الكبرى وتحفيز بروز المواهب، لاسيما في أوساط الشباب. كما سيساهم هذا المسرح في التربية الفنية للجمهور المغربي، وتشجيع الإبداعات الفنية المحلية، لاسيما عبر التعاون مع فضاءات وفاعلين فنيين آخرين، وطنيين ودوليين، إلى جانب تكريس مكانة الجهة كوجهة وطنية ودولية للتجارة والترفيه، ومنطقة لاحتضان التظاهرات الكبرى. وسيمول هذا المشروع الثقافي، الذي ستنجزه شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" في أجل 36 شهرا، من الميزانية العامة للدولة (280 مليون درهم)، والمديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية (480 مليون درهم)، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (400 ميلون درهم)، وجهة الدارالبيضاء الكبرى (100 مليون درهم)، والجماعة الحضرية للدار البيضاء (180 مليون درهم). وسيشتمل "كازآرتس" على قاعات للعروض الفنية (1800 مقعد)، والمسرح (600 مقعد)، والحفلات الموسيقية (300 مقعد)، وفضاءات للتمرين والإبداع، وورشات بيداغوجية للأطفال، وقرية للفنانين والتقنيين، وفضاءات تجارية، وأخرى في الهواء الطلق مخصصة للحفلات الفنية تتسع ل35 ألف شخص. كما يهم هذا المشروع الوازن إعادة تهيئة الساحتين الكبيرتين "الراشدي" و"محمد الخامس"، واللتين ستشتملان، بعد انتهاء الأشغال بهما، على مواقف تحت أرضية للسيارات بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 900 عربة. وسيندمج المسرح الكبير للدارالبيضاء، الذي يشكل واجهة لمدينة تشهد تحولا جذريا، بكيفية جيدة مع مسلسل إعادة تهيئة مدينة الدارالبيضاء والرقي بمشهدها الحضري، وذلك بفضل المخطط المندمج لتنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015- 2020)، الذي أطلقه جلالة الملك في شتنبر الماضي، والمشروع الرائد "وصال الدارالبيضاء الميناء". كما يأتي "كازآرتس" لتعزيز مختلف المبادرات التي يتخذها جلالة الملك من أجل تعزيز الإشعاع الثقافي للمملكة، لاسيما إنجاز متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وإطلاق أشغال إنجاز المسرح الكبير للرباط، وكذا تنظيم معرضين بباريس حول موضوعي "المغرب المعاصر" بمعهد العالم العربي، و"المغرب الوسيط، إمبراطورية من إفريقيا إلى إسبانيا" بمتحف اللوفر.