قدم رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوه استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس الأحد، وسط حالة من الفوضى في ظل أنباء عن تقدم المتمردين الحوثيين الشيعة صوب بعض المنشآت العسكرية والمباني الحكومية في العاصمة. حوثيون مسلحون يتجولون في صنعاء زادت هذه الاستقالة من حالة الارتباك بشأن ما يحدث في صنعاء حيث من المقرر أن يوقع المتمردون الحوثيون اتفاقا توسط فيه مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر ويهدف لوقف القتال وتمهيد الطريق لتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين. وقال سكان في العاصمة إن مقاتلي الحوثيين سيطروا على عدد من مباني الحكومة الخالية بينها مكتب رئيس الوزراء ومبنى تستخدمه القيادة العسكرية ومجمع التلفزيون الرسمي بعد انسحاب القوات الأمنية، لكن البث التلفزيوني استمر. ويمثل القتال في صنعاء التحدي الأكبر حتى الآن لعملية التحول الديمقراطي التي تدعمها الأممالمتحدة والتي بدأت بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة عام 2012 بعد أشهر من الاحتجاجات على حكمه الذي استمر 30 عاما. وقال باسندوه في رسالة اطلعت رويترز على نسخة منها "لقد قررت أن أتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة (حكومة الوفاق الوطني) انطلاقا من حرصي الشديد على أن أتيح لأي اتفاق يتم التوصل إليه بين الإخوة قادة جماعة أنصار الله (الحوثيون) وبين الأخ عبد ربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - الفرصة كي يجد طريقه إلى النفاذ بأسرع ما يمكن". ولم ترد أنباء فورية من مكتب الرئيس اليمني بشأن الاستقالة. وتولى باسندوه منصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية في عام 2011 بموجب اتفاق لنقل السلطة توسط فيه الخليج ووافق صالح بموجبه على التنحي. ويقدر مسؤولون يمنيون أن أكثر من مئة شخص قتلوا في المعارك التي تركزت إلى حد بعيد في شمال صنعاء قرب مقر الفرقة الأولى مدرعة الموالية للواء في الجيش يرى الحوثيون أنه على صلة بمتشددين سنة معادين لهم. وقال أحد السكان في المنطقة إنه أحصى عشر جثث على الأقل لستة من مقاتلي الحوثيين وأربعة جنود نظاميين قتلوا في المعارك. وأعلن بن عمر في وقت متأخر من مساء السبت التوصل لاتفاق وأنه سيجري التوقيع عليه يوم الأحد. وكان بن عمر أجرى محادثات مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في صعدة يومي الأربعاء والخميس. ويدعو الاتفاق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تضم الحوثيين والتراجع عن الكثير من بنود قرار اثار الاحتجاج اتخذ في يوليو تموز لزيادة أسعار الوقود في إطار إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تقليص عجز الموازنة. وذكر مسؤولون يمنيون أن مندوبين عن الحوثيين سيسافرون إلى صنعاء في وقت لاحق يوم الأحد لتوقيع الاتفاق في مراسم من المتوقع أن يحضرها الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقال هادي إنه يدعم الاتفاق رغم تواصل القتال.وبدت الصورة ضبابية لكن سكانا قالوا إن الحوثيين سيطروا على بعض مباني الحكومة الخالية وبينها مكتب رئيس الوزراء ومبنى تابع للقيادة العامة للجيش بعد أن أخلته القوات الأمنية.