نظمت جامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، مناقشة رسالة دكتوراه لطالب فقد الحياة، تعد المبادرة الأولى من نوعها في المغرب، احتضنتها، عشية أمس الجمعة، مكتبة أحمد السقاط في الدارالبيضاء. ويتعلق الأمر بطالب الدكتوراه الفقيد مصطفى ابن زهير، توفي شهر فبراير الماضي، بعد معاناة مع مرض عضال، وهو أحد أطر وزارة الداخلية، أنجز أعمالا اجتماعية ميدانية ألهمته لاختيار البحث العلمي حول مسار الاستبعاد الاجتماعي للأشخاص من دون مأوى، مستوحاة من عمله في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لنيل شهادة الدكتوراه. وتميزت أشغال هذه المناقشة بتتويج أسرة الفقيد بجائزة فخرية رمزية، في أجواء مؤثرة، امتزجت فيها مشاعر الحزن على غياب الفقيد وإلقاء كلمات تكريمية لشخصه ولأعماله، إذ تحدثت ابنته في كلمة باسم العائلة عن أن المناسبة تشكل تخفيفا لألمهم وتحويله إلى مشاعر فرحة وافتخار بمسار والدهم المهني والعلمي، الذي كان يؤمن بأن طلب العلم لا سن له، فبذل مجهودات لنيل شهادة الدكتوراه، التي كانت أبرز أحلامه، ضمن أحلام أخرى جعلها إرثا لأطفاله، كما عطفت على ذلك زوجته بهذه المناسبة. وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور مراد موهوب، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق الدارالبيضاء، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، عن أن جامعة الحسن الثاني تبنت فكرة تنظيم أول مناقشة للأعمال التي أنجزها الراحل في إطار الدكتوراه، اعترافا بمجموعة من الخصال التي تميز بها الفقيد في عمله الميداني الاجتماعي كأحد أطر وزارة الداخلية، وبمجهوداته العلمية والأكاديمية. ووصف موهوب المناسبة بالمؤثرة ذات العمق الإنساني والأكاديمي والعلمي، كما أنها مبادرة مشجعة على الأعمال ذات الطبيعة الاجتماعية المندرجة ضمن البحث العلمي التنموي التدخلي الذي يسهم في تنمية الجهة. من جهته، أبرز الدكتور جمال خليل، رئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق الدارالبيضاء، والمشرف على رسالة دكتوراه الفقيد، أن المبادرة تعد الأولى من نوعها في المغرب، التي حركت مسؤولي الجامعة والكلية للتفاعل بشكل إيجابي مع طلب أبناء الفقيد (أمينة، مستوى بكالوريا، وأمين، مستوى السنة الثالثة إعدادي)، لمناقشة وقراءة الأعمال المنجزة من قبل والدهم، الذي لم يمهله الوقت لإتمام رسالة الدكتوراه، بعد مرور 6 أشهر من مرضه، خلالها اطلع على العديد من الكتابات حول موضوع رسالته. وأوضح جمال خليل أن الدكتور عبد الله الزهيري، ألقى الأعمال المنجزة من قبل الفقيد، إذ من شأن هذه المبادرة، المساهمة بشكل إيجابي في حداد أطفال الفقيد وتجاوز محنة رحيل والدهم عن الحياة، كما أن حصولهم على دبلوم شرفي لدكتوراه والدهم، يعد خطوة مشجعة لهم على إتمام دراستهم وحمل مشروع والدهم.