اختتم الصالون الدولي للخيال دورته الأولى، التي احتضنها فضاء كاتدرائية القلب المقدس بالدارالبيضاء من 18 إلى 22 فبراير الجاري، بتتويج سبعة فنانين مغاربة وأجانب بجوائز التظاهرة، التي رفعت شعار"حوريات، أساطير وخرافات". حفل اختتام الصالون الدولي للخيال انتزع الفنانون المغاربة مونية عمور، وكنزة المكداسني، وفضيلة كنوني، وعبد الله فنينو جوائز التصوير الصباغي، في حين آلت جوائز التصوير المصاحب لجماعة "براين وول فاكتوري"، والفنان التشكيلي الإيطالي ماركو بيما، وتريبو كولون دو فراسوازي. وفي هذا الإطار، قالت فتحية ناصر، رئيسة الجمعية المغربية للثقافة والفن، التي سهرت على أول تظاهرة من هذا النوع في المغرب، إن "هذا الحدث الفني الذي شارك فيه مجموعة من الفنانين، في مقدمتهم الفنان العالمي، كريستوف فاشر، الذي يعد من أكبر المنشطين الأمريكيين، يعيد إنتاج الأسطورة ويعيد إحياء عدد من الأنشطة الذهنية المتعلقة بالإرث الشفهي وما تمثله الخرافة في الذاكرة الجمعية للمغاربة، إلى جانب القصص التي تنهل من الموروث الشعبي، مثل حكاية "هاينة"، المعروفة بشعرها الفاحم والطويل، و"خشبة بنت الواد"، و"عائشة قنديشة". وأشارت إلى أن الملتقى، الذي شارك فيه مبدعون من كل مشارب الثقافة والفن والآداب المعاصرة، حدث ثقافي يجمع في وقائعه كل المجالات الفنية، بدءا بالرسوم القصصية، والموسيقى والسينما، والألعاب، وحكايا القصص الأسطورية. وأضافت ناصر في تصريح ل" المغربية" أن الدورة الأولى للصالون الثقافي والفني، التي شهدت مشاركة أزيد من 50 فنانا من المغرب والخارج، توجت بفوز 7 فنانين تشكيليين مغاربة وأجانب في صنف التصوير الصباغي، والتصوير المصاحب، مبرزة في حديثها أن النقاد الذين سهروا على هذا الاستحقاق الجمالي تفاجأوا بقيمة المشاركين من مختلف القارات. وتعزز هذا اللقاء، الذي حمل شعار"حوريات، أساطير وخرافات"، بحضور الفنان الشهير كريستوف فاشر، كضيف شرف، وهو المدير الفني لفيلم (رقم 9)، الذي أنتجه تيم بيرتون. وعرض فاشر في هذا الملتقى مقتطفات بصرية من سلسلة "عند هاسبو" في لقائه مع الجمهور في مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، إذ قدم المحاور الكبيرة لفيلمه (رقم 9)، الذي فاز بجائزة أحسن إنتاج في فن "الديزاين". وشهدت فعاليات الملتقى مشاركة لوكاس كندل، مؤسس التيار العالمي"ليبليل"، الذي قدم مجموعته "الفينق والتنين"، إلى جانب محاضرة حول "حوريات، أساطير وخرافات" قدمتها الكاتبة والمنشطة كلودين كلوت، وندوة حول "أوراق البنك والأساطير". ومن الجزائر قدم محمد عومري تجربته الفنية حول الرسوم القصصية، إلى جانب كريستيان نفارو، المعروف بسرده الحكايات وتنشيطه لمجموعة من التظاهرات العالمية، ومن المغرب قدمت الكاتبة هند لبدك تجربتها الإبداعية وتحديدا منجزها الأخير "دموع الورود"، بفضاء مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، فضلا عن تعزيز هذا اللقاء بحضور الشاعر والناقد الجمالي بوجمعة أشفري، الذي ناقش ديوانه الشعري الأخير الموسوم ب"ميتافيزيقا تتسكع في خمارة دون سروال"، وهو مؤلف أهداه لكل من الشاعرين محمد بنطلحة ومحمد عنيبة الحمري، بكاتدرائية القلب المقدس. ما ميز هذا الحدث الفني والثقافي تكريم ذاكرة الفنان التشكيلي الراحل بوجمعة لخضر 1941- 1989، الذي بصم الساحة الفنية المغربية والعالمية بتجربته النحتية والتشكيلية، واشتغل محافظا لمتخف الفنون الشعبية بالصويرة. وظل متشبثا بثقافته الصويرية، وقال عنه نقاد إنه "نقش بحرفية تكاد تكون نوعا متفردا من الديكور الصويري على لوحاته سواء كانت المنحوتة أو المرسومة ليتوحد في رمزية متناهية، أساطير جمعت ما بين الغرابة والخيال فكأنه يحاول تجسيد أفكار مجتمعه بحرفية رائدة، عازفا على أوتار ريشته ألحانا سحرية أشبه بأشباح ليل يداعب الأماسي، خيالات تعبر ما بين الأبواب الستة لمدينته الأم لتجد مستقرها على لوحاته، معلنة نوعا من التفرد الذي ظل وفيا لأسوار الصويرة". يذكر أن الدورة الأولى للصالون الدولي للخيال شهدت مشاركة أزيد من 50 فنانا مغاربة وأجانب، ضمنهم أسماء لامعة على مستوى الحضور الفني العالمي من قبيل لوكاس فندال، ومجموعته "ليبيليل"، وجون بيلي، وهانس بيتر ميلر، وألكسندرا جونتشوا، ومارتان جيورج أوستيي، وبفال جاسك، ورافاييل دو روزا، ورينهارد شميد، وسيجفريد زاديماك، وآن باشوليي، ودومنيك، وآخرين إلى جانب زهير المكاوي، وصلاح الدين باستي، ومهدي أناسي، وملاك يعقوبي، وهشام حبشي، وأسامة أكزوم، وبدر الدواح، وياسر قربال، ويوسف بحاجي، ورضى بوعسرية، والقائمة طويلة.