وجه أهالي ضحايا عمليات القتل في تندوف رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يطالبون بإجراء تحقيق في عمليات القتل التي تستهدف الصحراويين داخل المخيمات وضواحيها على يد قوات الأمن الجزائرية وميليشيات البوليساريو بعض أهالي الضحايا يصرحون أن الانتفاضة دليل على فشل قيادة البوليساريو ويتعلق الأمر بعائلتي الشابين الصحراويين، اللذين قتلا على يد قوات أمن جزائرية عند الحدود الموريتانية، وهما الشهيدان خطري ولد حمدها، وأمحمد ولد علين ولد أبيه، وأيضا عائلة الناجم، التي قتل أفرادها العشرة في حريق داخل خيمة بمنطقة الدوكج، قبل بضعة أيام. وطالب أهل الضحايا في رسالتهم الأمين العام للأمم المتحدة، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، بالتدخل العاجل لإجراء تحقيق في أحداث القتل التي تستهدف صحراويي مخيمات تندوف هذه الأيام، وجاء في مقدمة الرسالة "نحن أهالي ضحايا عمليات القتل، التي استهدفت، على التوالي، كلا من الشهيدين خطري ولد حمدها، وأمحمد ولد علين ولد أبيه، وأهالي الأفراد العشرة لعائلة الناجم، التي تعرضت للإبادة حرقا في خيمة بمنطقة الدوكج، نهيب بالأمين العام للأمم المتحدة للالتفات إلى أعمال القتل، التي تطال الصحراويين فوق التراب الجزائري، في غياب أدنى اهتمام أو رعاية دولية". وأثار أهل الضحايا انتباه الأمين العام للمنظمة الدولية إلى أن عمليات القتل تحدث على مرأى عين منظمات دولية، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتستهدف أفرادا وعائلات موضوع اهتمام هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وقال أهل الضحايا في رسالتهم "السيد بان كي مون، لا توجد أسباب واضحة تجعل المنظمة الدولية لا تعير اهتماما لأرواح شهداء سقطوا برصاص قوات أمن دولة عضو في منظمتكم (الجزائر)، وإننا لا نملك تفسيرا للصمت الدولي حيال ما يجري في مخيمات تندوف، ونخشى أن يكون أهلنا مجرد حطب في موقد أطراف لا تستطيعون إجبارها على احترام القانون الدولي"، في إشارة إلى النظام الجزائري، الذي يرفض السماح للمنظمات الدولية المستقلة بزيارة المخيمات وتفقد أحوال سكانها وإجراء إحصاء لهم. وطالبوا بفتح تحقيق دولي يشمل أحداث القتل والخطف والتعذيب، التي تستهدف الصحراويين في مخيمات تندوف، في ظروف تبعث عن القلق المتزايد لدى سكان المخيمات، وفي ظروف لا إنسانية، وجاء في رسالتهم "نريد منكم ألا تنظروا إلى وقائع بهذا الحجم على أنها أحداث معزولة، فهي من تدبير جهات معينة، ونتائجها واضحة، وأهدافها سياسية، وليس أمام المنتظم الدولي سوى تحديد الأطراف المسؤولة عنها وتقديمها إلى العدالة". ودعا أهل الضحايا الأمين العام للمنظمة الدولية إلى فرض احترام مبادئ حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، التي تشهد حركة قمع غير مسبوقة ضد الاحتجاجات، التي يقودها الصحراويون للانعتاق من البوليساريو، كما شددوا في رسالتهم على ضرورة السماح للصحراويين في المخيمات بالتمتع بالحقوق، التي تكفل أمن واستقرار وحرية الرأي والتعبير والتنقل والعمل، لدى اللاجئين في كافة أنحاء العالم، مذكرين بأن الشهداء الذين قضوا في أحداث القتل الأخيرة، سواء بالنسبة للشابين، اللذين قتلا برصاص قوات أمن الحدود الجزائرية، أو أفراد العائلة الهالكة حرقا، كانوا في حالة البحث عن مصدر رزق، بعدما أصبحت مصادر العيش تمنح كامتيازات لمن يطيع قيادة البوليساريو.