أفادت مصادر من الأرصاد الجوية أنها وجهت نشرات إخبارية حول الأمواج القوية، قبل أن تحل بشواطئ المغرب، وحددت وجهة النشرات في الموانئ والوقاية المدنية منذ 4 يناير الجاري، مؤكدة أنها حذرت مستعملي البحر من هيجان الأمواج، مستدلة بكون الصيادين لم يخرجوا للصيد في الأيام الأخيرة. قال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالأرصاد الجوية الوطنية، إن أربع نشرات إخبارية حول خطورة الأمواج، بالساحل الأطلسي وجهت منذ 4 يناير الجاري، وأعلن عن الوضع المرتقب بالقناة الأولى. وذكر يوعابد، في تصريح ل"المغربية"، إن علو الأمواج بدأ يتراجع تدريجيا منذ ليلة أول أمس الثلاثاء، وبلغ صباح أمس الأربعاء حوالي 3 أمتار ونصف متر، مشيرا إلى أن الظاهرة التي شهدتها الشواطئ المغربية عادية، وأن الحالة نفسها سجلت يوم 4 يناير 2008، عندما بلغ علو الأمواج حوالي 7 أمتار بشواطئ الدارالبيضاء وسيدي رحال. وتوقع يوعابد أن يكون البحر مستقرا وهادئا في الأيام الثلاثة المقبلة، دون أن يستبعد وصول منخفض جوي آخر، باعتباره ظاهرة عادية. وعلمت "المغربية" أن عددا من المتضررين من الأمواج العاتية التي ضربت شواطئ المحيط الأطلسي، أول أمس الثلاثاء، يواصلون إحصاء خسائرهم، في حين أكدت السلطات المختصة عدم تسجيل خسائر في الأرواح، فيما تخوف المجاورون للشواطئ، ليلة أول أمس الثلاثاء، من تكرار سيناريو "التسونامي الصغير". وذكرت مصادر "المغربية" أن الأمواج العاتية على الساحل الأطلسي لم تخلف خسائر في الأرواح، غير أنها خلفت خسائر مادية تكبدها أرباب المقاهي المطلة على الشواطئ، وفي مراكب الصيد، خاصة قوارب الصيد التقليدي، وبعض المنازل المطلة على البحر. وأدت الأمواج العالية وقوة الرياح، في شواطئ الدارالبيضاء، إلى تحطم المراسي بالميناء، وإصابة أربعة مستخدمين يسهرون على الرسو، نقلوا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، بعد أن فوجئوا بالأمواج على رصيف مولاي يوسف، واقتلاع أحد أبواب ولوج الباخرات للرسو بالميناء. وخلفت الأمواج خسائر مادية بأحد المسابح بكورنيش الدارالبيضاء، كما غمرت مياه البحر منزلين بجماعة دار بوعزة (إقليم النواصر) وأصابت ست منازل أخرى إصابات جزئية. وبينما أدت أمواج المحيط الأطلسي إلى تضرر ثلاثة قوارب فقط بميناء أكادير وتكسير زجاج نوافذ مطعم مطل على البحر، تسببت في شل حركة السير بالطريق الساحلي في مدينة سلا، وتضرر حوالي 20 قاربا للصيد. وفي القنيطرة، غمرت مياه البحر بعض العربات المقطورة للتخييم في مخيم مولاي بوسلهام، وألحقت الأضرار بأربعة قوارب للصيد التقليدي. وفي الصويرة، أدت الأمواج القوية إلى انهيار سور وقائي يفصل البحر عن الميناء، أما في آسفي فتضرر نحو 75 قاربا للصيد التقليدي بشكل جزئي أو كلي، بينما سجل في الصخيرات وتمارة انهيار منزلين للتخييم، وأضرار جزئية بحوالي 30 منزلا آخر للتخييم بشاطئ "غي فيل"، وغمرت المياه بشكل جزئي 17 فيلا وبهو أحد الفنادق. وفي النواصر، غمرت المياه 8 منازل، اثنان منها بشكل كامل في دار بوعزة، وستة منازل أخرى بشكل جزئي في حي "جاك بييتش"، علاوة على انهيار 3 جدران وتضرر 7 واجهات مقاهي. وفي اشتوكة آيت باها، سجل انهيار سور منزل، فيما غمرت المياه 13 منزلا آخر بشاطئ تيفنيت، إضافة إلى تضرر جزئي لقارب بشاطئ الدويرة. وفي ابن سليمان،أصيب 25 منزلا للتخييم بشاطئ "داهومي" بانهيار جزئي أو كلي، وغمرت المياه الطوابق الأرضية لخمس فيلات بشاطئ بوزنيقة. وذكرت مصادر السلامة البحرية بآسفي أن ما بين 55 و60 قاربا للصيد التقليدي تعرضت للغرق. وقالت المصادر ذاتها إن مصالح السلامة البحرية كانت تتوقع الحادث، وأشعرت الصيادين ومستعملي الميناء بهذه العاصفة، ومنعت تزويدهم بالبنزين منذ خمسة أيام تفاديا لوقوع كوارث في عرض البحر، وقدرت المصادر نفسها الخسائر المترتبة عن هذا الحادث بحوالي 500 ألف درهم. وعلى إثر هذه الأمواج العاتية، شكلت مراكز للقيادة تحت سلطة الولاة والعمال بالمدن المعنية، وبحضور ممثلي الوقاية المدنية والمصالح الأمنية والسلطات المينائية والمصالح التقنية، وانتقل أعضاء هذه المراكز إلى المكان، لتفقد الوضعية وتقييم الخسائر، وحث المواطنين على توخي الحيطة الحذر. وفي هذا الصدد، تعبأت مصالح الوقاية المدنية من أجل إفراغ المنشآت التي غمرتها مياه البحر، كما نشرت فرق للتطهير في المناطق المتضررة، مع إخلاء المباني السكنية والمتاجر الواقعة بالقرب من السواحل. وأفادت الوكالة الوطنية للموانئ أن موانئ عدة سجلت حوادث في البنية التحتية للوقاية وفي الاستغلال المينائي نتيجة عواصف قوية على الساحل الأطلسي. وأوضحت الوكالة في بلاغ، أمس الثلاثاء، أن السواحل المغربية الواقعة على هذه الواجهة البحرية سجلت، مساء الاثنين المنصرم، حركة أمواج استثنائية تسببت في تغطية جميع الموانئ الواقعة على الواجهة الأطلسية، باستثناء ميناء الداخلة. وذكر المصدر ذاته أن موانئ عدة سجلت حوادث في البنية التحتية للوقاية والاستغلال المينائي، كان من أبرزها ميناء المحمدية، حيث سجلت حركة موج قوية جدا تجاوز علوها 13 مترا، ما تسبب في تأرجح مقطع بحوالي 45 مترا من سور الحماية للحاجز الرئيسي، موضحا أن هذه الوضعية لا تخل بسير واستغلال الميناء. وأضاف المصدر أن الأمواج الضخمة تسببت بميناء آسفي في جنوح 40 قارب صيد، وأضرار في 35 وحدة أخرى نتيجة الهيجان القوي في الحوض، مبرزا أن الوكالة الوطنية للموانئ أحدثت، منذ الاثنين الماضي، خلية مركزية بالإدارة العامة بالدارالبيضاء، وخلايا محلية في كل ميناء لتتبع تطور الوضع الذي يظل لحد الآن تحت السيطرة.