قتل ثمانية رجال أمن على الأقل في تفجير سيارة ملغومة في هجوم نادر على مقر لاستخبارات القوات الجوية في مدينة السويداء بجنوب سوريا، أول أمس الأربعاء، فيما أودى انفجار في دمشق بحياة ثمانية أشخاص. الهجمات الانتحارية تصبح السلاح المفضل للمعارضة السورية (خاص) قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -وهو جماعة مراقبة تدعم المعارضة- إن العشرات أُصيبوا أيضا في انفجار السيارة الملغومة في السويداء التي كانت بعيدة إلى حد كبير عن الحرب الأهلية في سوريا حتى الآن. وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، إن ضابطا برتبة رائد من بين القتلى في الانفجار بالمكتب الإقليمي لمقر الاستخبارات الجوية بالمدينة ويعتقد انه رئيس الفرع. وأبلغ سكان محليون المرصد أن ضابطا آخر ربما يكون قتل أيضا. وقال نشطاء معارضون محليون إن انتحاريا اقتحم بسيارة نقطة تفتيش خارج المقر ثم فجر السيارة. وأضافوا أن مقاتلين معارضين حاولوا بعد ذلك اقتحام المبنى واندلعت اشتباكات أدت لمقتل العديد منهم. وأظهرت صورة وضعها نشطاء على الإنترنت عمودا من الدخان الكثيف يتصاعد في سماء السويداء. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن تفجير السويداء أدى لإصابة 41 شخصا لكنها لم تذكر المكان المستهدف واكتفت بالقول إن سيارة "إرهابية" ملغومة انفجرت في ساحة بالمدينة. وعادة ما تستخدم وسائل الإعلام الحكومية كلمة الإرهابيين لوصف مقاتلي المعارضة الذين يعملون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد في صراع أودى حتى الآن بحياة أكثر من 100 ألف شخص، منذ مارس 2011. ومنطقة السويداء التي تخضع لسيطرة الحكومة يسكنها كثير من الدروز الذين بقوا محايدين إلى حد كبير في الصراع رغم انضمام البعض منهم للقوات شبه النظامية التي تقاتل مع الأسد. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء في وقت سابق يوم الأربعاء إن عبوة ناسفة انفجرت في ساحة الحجاز في قلب العاصمة دمشق المزدحم ما أدى لمقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين على الأقل. وقال المرصد -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ولديه شبكة من النشطاء في أنحاء سوريا- إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 20 على الأقل في التفجير. ونقل المرصد تقارير متضاربة عن نشطاء بشأن سبب الانفجار حيث قال البعض إنه عبوة ناسفة وقال آخرون إنه قذيفة هاون. واستولت المعارضة المسلحة على عدة ضواح خارج العاصمة دمشق إلا أن الجيش حاصر تلك المناطق في محاولة للحفاظ على وسط دمشق آمنا. ولجأ مقاتلو المعارضة للقنابل البدائية الصنع في ضرب أهداف أمنية وسياسية بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وذكر سكان في دمشق أنهم رأوا قذيفة مورتر سقطت، أول أمس الأربعاء، قرب مقر هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين. ولم ترد تقارير عن خسائر بشرية. من جهة أخرى، جاء في مسودة وثيقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية اطلعت عليها رويترز، أمس الخميس إن مفتشي المنظمة تحققوا من أحد موقعين كان تعذر دخولهما في سوريا من خلال فحص لقطات كاميرات. وكانت المنظمة تحققت من قبل من 21 موقعا من بين 23 موقعا معلنا للأسلحة الكيماوية في سوريا.