طمأن الممثل المغربي صلاح الدين بنموسى عشاقه على حالته الصحية، مؤكدا قرب عودته للأضواء، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تخلي بعض المخرجين عن سياسة تهميش الفنانين المتمرسين، هربا من أعبائهم المادية المرتفعة. القنان المغربي صلاح الدين بنموسى اعتبر بنموسى اعتبر حضور هؤلاء الفنانين على الساحة الفنية ضرورة ملحة، خاصة بالنسبة للأسماء الجديدة، التي تحتاج حسب تعبيره لخبرة أكبر، لن يكتسبوها سوى بالاحتكاك مع قدماء الممثلين. وأضاف بنموسى، في حوار خص به "المغربية"، عقب مشاركته في فعاليات الدورة السابعة من المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا، أن عددا من المؤسسات الثقافية والفنية تحتاج إعادة نظر وهيكلة، لبعث الروح فيها، وخلق متنفس للشباب الراغب في الإبداع والعطاء. كيف هي حالتك الصحية؟ أحمد الله وأشكره فقد تمكنت من تخطي محنتي الصحية، وأنا في تحسن مستمر، يمكنني معه الجزم بقرب موعد العودة إلى العمل، خلال شهر أو شهرين على الأكثر. كيف ترى توجه عدد من الأسماء من عالم التمثيل صوب الإخراج؟ هناك بعض الممثلين يستحقون ولوج هذا المجال، ولهم الكفاءة الكاملة لخوض غمار التجربة الإخراجية، لكن هذا الأمر يستلزم عدم التسرع في الانتقال إلى إخراج الأفلام الطويلة، فلابد أن يكتسبوا خبرة وحنكة إضافية عبر شغل مناصب مساعدي إخراج، والاحتكاك مع مخرجين كبار، ومن تمة دخول هذا العالم من بابه الواسع، عوض البعض ممن أمضوا سنتين أو ثلاثة على الأكثر في مجال التمثيل ثم اقتحموا عالم الإخراج، حيث يبقى الأمر غير مقبول، فالمخرج ينبغي أن تتوفر فيه كاريزما خاصة تمكنه من التواصل مع الممثلين. وفي ما يخص سبب استبدال بعضهم للتمثيل بالإخراج، فليس الأمر في اعتقادي لغرض إبداعي بل هو مجرد ركض وراء الأرباح المادية لا غير، فهذا المجال أصبح قوتا دسما لأصحاب الشركات، من الممثلين، الذين صاروا يحتكرون المجال، عبر الإخراج والإنتاج والتمثيل وكتابة السيناريو أيضا، وكل هذا لغرض واحد هو الانفراد بالدعم المالي المقدم للفيلم من طرف المركز السينمائي المغربي، باستثناء بعض الأسماء المعدودة على رؤوس الأصابع. ما تعليقك على الأسماء الجديدة التي ولجت عالم التمثيل؟ وما مدى تأثيرها على الجيل الأول من الممثلين؟ من خلال المهرجان الوطني للسينما، الذي ينظم كل سنة، لمحنا العديد من الوجوه الجديدة المتمكنة من هذه الحرفة، كما أنني لا أرى علاقة لمستوى هؤلاء الشباب بغياب بعض الأسماء المتمرسة، فالرأي الأول والأخير في اختيار من سيمثل هذا الدور أو ذاك يعود للمخرج، وهذا الأخير إذا كان عمله مضبوطا بقيم عملية فسوف يختار الأسماء التي تتماشى مع السيناريو الذي بين يديه، عوض ما يقوم به بعضهم من استقطاب لدخلاء على مجال التمثيل لا لغرض سوى الاختزال في الأجور، وهذا أمر غير مقبول، في ظل وجود عدد من المؤسسات الثقافية والفنية التي تعنى بتكوين الممثلين. في نظرك، ما هو السبيل للوقوف في وجه هؤلاء الدخلاء؟ الحل يبقى معلقا في ظل تفشي هذا الجو الفوضوي في مختلف قطاعات الحياة، فالبعض ممن يشتغلون في هذا المجال بالتحديد ينطبق عليهم قول (كيخطفو لبلايص)، لكنني أتطلع خيرا بصدور بطاقة الفنان، التي قد تشكل ضابطا قانونيا لولوج الساحة الفنية، والتي من الممكن أن تكون سببا في مساءلة عدد من المخرجين، إن هم أقحموا بعض الدخلاء ممن لا يحملون هذه البطاقة في أعمالهم الفنية، دون إشعار مسبق. ما رأيك في الدورة السابعة من المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا؟ هذه الدورة تستحق التنويه والإشادة، نظرا للجهود الجبارة التي بذلها القائمون على هذه التظاهرة، خاصة من الناحية التنظيمية الخالية من الثغرات إلى حد كبير على خلاف السنوات الماضية، إذ من الملاحظ سير المهرجان في نسق تصاعدي من دورة إلى أخرى، والدليل على ذلك هو البرمجة المضبوطة لفعاليات هذا المحفل الدولي، فمختلف الندوات والعروض السينمائية تمت في وقتها المحدد، ما ضمن متابعة جماهيرية واسعة، حيث يلاحظ إقبال الجماهير على مختلف الأعمال السينمائية المقدمة على اختلاف جنسياتها، دون مبالاة باختلاف اللغة. على ذكر الندوات، كيف ترى النقاشات التي أثيرت بخصوص السينما النسائية خلال أيام المهرجان؟ جميع الندوات دون تحديد كانت على درجة عالية من الموضوعية، أثيرت من خلالها مواضيع مهمة وشائكة بخصوص هذا المجال الخصب، ولعل الندوة الخاصة بالمرأة والسينما وعلاقتهما بالثورات العربية، وما أثارته من نقاش حام، أبقى الجدل معلقا، ما جعلنا نطلب تنظيم ندوة ثانية في الموضوع نفسه، خير دليل على نجاح هذا النوع من اللقاءات، التي أصبحت نافذة لتبادل الخبرات والأفكار. ما سبب انحصار معظم هذه الأنشطة في المهرجانات والمحافل الفنية والثقافية الكبرى؟ مما لا شك فيه أن هذه الندوات غير كافية بالمرة، والمعني بسد هذا الخصاص هي وزارة الثقافة، فحاجتنا للقاءات تعالج الشأن الثقافي والفني كبيرة وممتدة على طول السنة، ومن الواضح تخاذل النيابات الثقافية في تأدية أدوارها، إذ لا تحمل نفسها عناء إحداث أنشطة ثقافية أو فنية، أو عرض بعض الأعمال السينمائية أو المسرحية، على عكس سنوات السبعينيات التي عرفت رواجا ثقافيا غير مسبوق، شكلت فيه المؤسسات الثقافية عصبا محركا لهذا النوع من الأنشطة. إن الوضع الذي أصبح يعيشه المجال الفني المغربي يكرس التفرقة بين الشباب المغربي والإبداع، ويقتل فيه القدرة على النقاش في ظل غياب تربية مبينة على الحوار والجدل، رغم وجود بنية تحتية تخول للقائمين على هذا المجال النهوض به إن هم أرادوا ذلك. ماذا سيضيف النادي السينمائي الذي أحدثته جمعية أبي رقراق للساحة الفنية المغربية؟ هذا النوع من النوادي كان مطلبا سابقا لعدد من الفاعلين في مجال السينما، إذ أنها تمكن من الربط بين دورات مختلف المهرجانات، وتحافظ على حبل الوصل بين الأطر الفنية والثقافية والفنانين، فهو ضمان لاستمرار العروض السينمائية طوال السنة، وفرصة لعرض الأعمال التي غابت عن المهرجانات السينمائية ومناقشتها، بشكل يضمن مشاركة الجميع. ما هو رأيك في الأفلام التي عرضت خلال فعاليات مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة؟ أرى أن هناك مجموعة من الأعمال الرائعة عرضت خلال هذه الدورة، تستحق التنويه والتشجيع لما بذل فيها من جهد، أما بالنسبة لي أنا شخصيا فالفيلم السويدي ( ساتيليت بوي) لمخرجته كاتريونا ماكينزي كان أفضل ما شاهدته في الدورة السابعة من المهرجان، نظرا لموضوعه المتعلق بالبحث عن الهوية، وطريقة تصويره وكذا المناظر الموظفة في لقطاته. زيادة على ذلك فهذه هي التجربة الإخراجية الأولى على مستوى السينما للمبدعة كاتريونا التي ألفت الاشتغال في التلفزيون، دون نسيان عدد من الوجوه التي جسدت أدوار الفيلم كأول تجربة تمثيلية لها، ومع ذلك نجحوا إلى حد كبير في إيصال الرسالة، وكسب إعجاب الجمهور.